يقول إنه احتلم. والمطروق: الرجل. والطارق: المرأة التي رآها في المنام، فاحتلم عليها.
[١١٤٥أنشدنا محمد بن عبد الواحد قال أنشدنا أحمد بن يحيى [بسيط] :]
كأن سلمى إذا ما جئت طارقها ... وأخمد الليل نار المدلج الساري
ترعيبة من دم أو بيضة جعلت ... في دبة من دباب الرمل مهيار
الرعيب: قطعة من السنام شبهها به في حمرتها وبياضها، وبالبيضة في انملاسها. والدبة: القطعة من الرمل.
[١١٤٦وأنشد ابن السكيت لبعض المولدين [طويل] :]
ومجلس شيخ كنت في سنن الصبا ... أحييه أحياناً وفيه نكوب
غدا بثلاث ما ينام رقيبها ... وأبقى ثلاثاً مالهن رقيب
"غدا بثلاث" يعني بثلاث بنات. "ما ينام رقيبها" يعني حافظها. و"أبقى" يعني ثلاث أثافي أبقاها في المنزل ورحل.
١١٤٧ومن مستحسن ما أنشده من أبيات النسيب، ما أنشده ابن السكيت لأبي وجزة السعدي [بسيط] :
يستبرق الأفق الغربي إذا ابتسمت ... برق السيوف سوى أغمادها القضب
كأن زجلة صوب صاب من برد ... شنت شآبيبها من والج لجب
نواضح بين حمادين أحصيتا ... سمتها كهمام الثلج بالضرب
يصف امرأة، يقول: يضيء الأفق بابتسامها، "أو برق السيوف القضب. سوى أغمادها": أي زايلتها أغمادها. و"الزجلة": اليسير من الماء. والبرد والشآبيب: دفع من المطر واحدها، شوبوب. وشنت: صبت. والنواضح ها هنا: الثنايا البيض، تنضح بالظلم. وهمام الثلج: ما يهم منه: أي يسيل.
[١١٤٨أنشدنا عبيد الله بن أحمد قال أنشدنا محمد بن الحسن [طويل] :]
وشعب كشك الثوب شكس قطعته ... مجامع ضوجيه نطاف مخاصر
تعسفته بالليل لم يهدني به ... دليل، ولم يخبرني النعت خابر
"شكس" يعني ثغر امرأة. والشكس: في الأصل: العسير الشديد. وقوله "كشك الثوب" يعني في ضيقه. و"ضوجاه": جانباه. ويروى "ضوجيه": يريد ناحيتيه. و"نطاف" جمع نطفة: وهو الماء العذب. و"المخاصر": الباردة. يقول: ذقته ووردته، ولم يخبره أحد قبلي.
[١١٤٩مثله قول الآخر [طويل] :]
ألا رب يوم قد شربت بمشرب ... شفي الغيم لم يشرب به أحد قبلي
يعني ريق امرأة. و"الغيم": العطش. وشفاه: شرب ريقها.
[١١٥٠وأنشدنا عبيد الله بن أحمد قال أنشدنا محمد بن الحسن [طويل] :]
ومشبوبة لا يقبس الجار ربها ... ولا طارق الظلماء منها يدنس
متى ما يراها زائر يلف عندها ... عقيلة داري من العجم تفرس
"مشبوبة": امرأة جميلة. فإن نورها وجمالها يشب كما تشب النار. و"ربها": زوجها، لا يبرزها فيبصر جمالها. فألغز بذكر القبس ليوهم أنها نار. و"عقيلة داري"يعني مسكة منسوبة إلى دارين: قرية يجلب منها الطيب. "تفرس": تشق. الفرس: الشق.
[١١٥١أنشدنا محمد بن عبد الواحد قال أنشدنا أحمد بن يحيى [وافر] :]
أليس من الشقاء وجوب قلبي ... وإيضاعي النجوم مع النجو
فأحزن أن يكون على صديق ... وأفرح أن يكون على عدو
يقول: أليس من الشقاء أن اهتم بأمر السحاب فأنتظره. و"النجو": جمع نجو ونجاء، وهو السحاب. وهذا رجل كان كلفا بفتاة الحي، وكان مقيماً معهم، فأحب أن يكون المطر على أعداء أهل الفتاة لئلا ينتجعوه فيظعنوا بها معهم. وكره أن يكون المطر على أصدقائهم لذلك.
[أحسن أبيات قيلت في وصف الكرم من أبيات المعاني]
[١١٥٢أنشدنا محمد بن عبد الواحد قال أنشدنا أحمد بن يحيى [كامل] :]
يحملن أوعية المدام كأنما ... يحملنها بأكارع العردان
يصف عناقيد العنب. وشبهها بأكارع العصافير. وهو من أحسن تشبيه وأوفاه.
١١٥٣أنشدنا أيضاً عن أحمد بن يحيى. وأنشدنا أبي-رحمه الله-عن أبي عمر عبد الله بن الحسين بن سعيد القطربلي عن أحمد بن يحيى [طويل] :
وسود جعاد تأكل الناس لحمها ... حرام علينا درها حين تحلب
يصف عناقيد العنب.
[١١٥٤وأنشدني أبي رحمه الله بهذا الاسناد [خفيف] :]
وتخال الجفان حين أحاقت ... من بني حام لم يحزوا الشعورا
الجفان: جمع جفنة. وهو ما تجفن من الكرم. شبه عناقيد العنب برؤوس الحبش.
[أحسن ما قيل من أبيات المعاني في وصف الخمر]
١١٥٥-أنشدنا محمد بن عبد الواحد بن يحيى [بسيط] :