للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[١١٢٣ومثله [وافر] :]

أمذهب بارح الجوزاء عني ... ولم أذعر هوامل بالستار

[١١٢٤ومثله الآخر [وافر] :]

جزى الجوزاء عنا الله خيراً ... لقد أغنت عن الجبل الجذيم

إذا نثرت ذوائبها بكوراً ... رمت بالوفر في نحر العديم

يقول: إذا هب بارح الجوزاء استرقت الإبل وطاردتها، وعفت البارح الأثر. فلم أدرك. وقوله "أغنت عن الجبل الجذيم" يقول: استغنيت أن أجيء إلى ابن عمي وحميمي بحبل جذيم، وهو المقطوع. فأسأله بأن يقرن لي فيه بعيراً.

[١١٢٥أنشدنا محمد بن عبد الواحد قال أنشدنا أحمد بن يحيى [وافر] :]

ألا يا جارتي بأباض إني ... رأيت الريح خيراً منك جارا

تغذينا إذا عمت علينا ... وتملأ وجه ناظركم غبارا

قال هذا رجل كان يسرق التمر من تحت النخل. ومعنى قوله "تغذينا" أي تنشر علينا البسر، والرطب، فآكله. ويملأ الغبار عينه فلا يبصر، وأجيء فأصرم العذقين والعذق فلا يراني.

١١٢٦وقال السميري، وأغار على إبل بني الحارث بن كعب، بواد يقال له "حبونا" فذهب بها، وقال ما أنشده أبو العباس [طويل] :

خليلي لا تستعجلا أن تبينا ... بوادي حبونا، هل لهن زوال

ولا تيأسا من رحمة الله وأدعوا ... بوادي حبونا، أن تهب شمال

يريد أن تعفى الأثر فلا يلحق.

[١١٢٧وأنشد أبو العباس أحمد بن يحيى [رجز] :]

صبح حجر من متى لا ربع ... دلهمس الليل برود المضجع

قال هذا رجل لص، لا يستقر في موضع. يسرق الإبل فيطردها من مكان إلى مكان ولا ينام الليل. فبذلك قال: برود المضجع، والدلهمس: الخبيث.

[١١٢٨وأنشد أبو العباس [وافر] :]

دعانا المرسلون إلى بلاد ... بها الحول المفارق والحقاق

فصارت إبلنا ورقاً لدينا ... وكان توانيا منا السباق

قال "المرسلون": أصحاب الرسل. والرسل بفتح الراء: الكثير من الإبل. والرسل بكسر الراء: اللبن. فيقول: لما صرنا إليهم، وضممنا إبلنا إلى إبلهم، سرق سارق إبلنا فنحرها فصارت ورقاً. الورق-بفتح الراء-من الدم: ما كان مدورا. والبصائر: ما كان مستطيلاً والحول: جمع حائل: وهي التي لم تحمل. والمفارق والفرق: الناقة التي إذا أضر بها المخاض، اعتزلت ناحية من الإبل. الواحدة، فارق. والحقاق: جمع حقة وهي التي قد استحقت الركوب.

[١١٢٩وأنشد أبو العباس [رمل] :]

طرقتهم فتية من واشن ... جارموا الأسؤق أفضال الأزر

لا يسور النز في أقدامهم ... ويقون الماء إطراق العفر

عذبوا شمسهم يومهم ... بتباريح فآبت في عذر

قال: هؤلاء خراب مشهورون، قد شمروا أزرهم للنجاء. "لا يسور النزفى أقدامهم" يقول: لا ينزلون حيث تندى أقدامهم، وإنما يتوغلون في رؤوس الجبال والشعاب. وقوله "يقون الماء فيمنعونه أن يطرقه. وقوله "عذبوا شمسهم"، يقول سرقوا إبلاً فساقوها من الصباح إلى المساء، فجعلت تثير الغبار، فيعلو وجه الشمس، فيصير ذلك عذاباً لها. وقوله "في عذر" جمع عذار. يقول حتى جنحت للغروب في عذار من الأرض، وهي قطعة مستطيلة.

١١٣٠وقال أوس بن حجر وكان نزل برجل يقال له "جون" فسرق رجل ناقة لأوس فقال أوس [طويل] :

أجون تدارك ناقتي بقرابها ... وأكبر ظني أن جونا سيفعل

لعمرك ما ضيعتها غير أنها ... أتتني فرادى غربة والمجلل

فقال لمحدوج تعال فإنها ... سيقبل منها قولها ستقبل

وإنكما يا بني جناب وجدتما ... كمن دب يستخفى وفي الحلق جلجل

قوله "تارك ناقتي بقرابها" أي ما دامت قريبة، قبل أن تفوت فإني ما ضيعتها، قال ابن الأعرابي: "فرادى": يعني امرأة يقال لها "فردة" كانت تتكهن، وتخرج السرق. و"المجلل": زوجها. وهما من بني جناب من سدوس. فزعم أوس أن فردة هذه الكاهنة وزوجها قالا لمحدوج-وهو رجل من بني حنيفة- اسرق ناقة أوس فإن "فردة" تسأل عنها. فتقبل بالسرق على غيرك. ويقبل منها ما تقول. وتكون الناقة بيننا. فذلك معنى قوله "وفي الحلق جلجل" يقول: قد وقفت على حيلتهم في ناقتي.

[١١٣١وقال الآخر [طويل] :]

نجائب عبدي يكون دعاؤه ... ضباعاً، إذا جاوزن عرض الشقائق

<<  <   >  >>