للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذا قرنت أربعاً بأربع ... إلى اثنتين في منين شرجع

لم ألف بالضبن ولا المدفع يصف دلواً. وأربع: أربع آذان، وأربع وذمات. والاثنتان: عرقوتا الدلو. والوذمات الخيوط. والمنين: الحبل القوي.

١١٨٨وأنشدنا أيضاً عن أحمد بن يحيى [رجز] :

تعلمن أيها الربوض ... شولاء فيها وذمات بيض

إذا تمس الحوض تستريض يصف دلواً. والشولاء: المسترخية. وقوله "إذا تمس الحوض تستريض" يقول: يقول: يصير كالروض يخضر عليه الطحلب لاستوائه واستلابه.

[أحسن ما ورد في وصف السقاة من أبيات المعاني]

[١١٨٩أنشدنا أبو عمر محمد بن عبد الواحد عن أبي العباس ثعلب في السقاة [طويل] :]

أبيت على الماء العضوض كأنني ... رقوب، وما ذو سبعة برقوب

العضوض: بعيد القعر. يقول: أحرص على السقي فأبيت على الطوى بمائه. لا أجد لي [ما] يكفيني أمري. فكأني رقوب. وهو الذي لا يعيش له ولد.

١١٩٠وأنشدنا أيضاً [رجز] :

مالي أرى يومكما عصيباً ... أعييتما أم خلتني مغلوبا

والشيب منهن ينادي الشيبا ... قد ركبت أخفافها العجوبا

يخاطب ساقيين يقول: ركب بعضها بعضاً، فأخفاف المتأخرة قد ركبت أعجاز المتقدمة.

[١١٩١ومثله [طويل] :]

إذا ما دعت شيباً يجبني عنيزة ... مشافرها في ماء مزن وباقل

[١١٩٢أنشدنا محمد بن عبد الواحد عن أحمد بن يحيى [رجز] :]

قد علمت إن لم أجد معينا ... لأخلطن بالخلوق الطينا

هذا سارق تزوج امرأة فقال ذلك، في صبيحة بنائه عليها. يقول "قد علمت إن لم أجد معنيا" على السقي أنني أقيمها تستقي. فأخلط طيب العرس بالذي حول الحوض والبئر من الطين.

[١١٩٣وقال الآخر [رجز] :]

قام على المركو ساق يفعمه ... مختلطاً عشرقه وكركمه

يرد فيه سوره ويثلمه ... فريحه تدعو على من يظلمه

"فريحه تدعو على من يظلمه" استعارة، يريد إن أشتم رائحتها دعا عليه الناس. هذه عروس أقامها زوجها-وكان ساقيا-تستقي معه. و"يفعمه" ملأه. و"العشرق" و"الكركم" ضربان من النبات طيباً الريح. والكركم: البقم.

[١١٩٤وقال الآخر [رجز] :]

رب شريف لك ذي حساس ... شاربه، كالحز بالمواسي

يصف رجلاً يقاسم رجلاً الماء عند السقي. والحساس: شدة الحر والعطش. و"شاربه" مصدر، شاربه مشاربة وشراباً، إذا شرب معه وسقاه لينظر أيهما أكثر شراباً.

[١١٩٥وقال الآخر [رجز] :]

قد قلت قولا للغراب إذ حجل ... عليك منها بالمساتيف الأول

تغذ ما شئت على غير عجل ... التمر في البئر وفي ظهر النخل

هذا رجل كانت معه نخل عليها تمر. فكان الغراب يسقط عليه فيأكل منه. فيقول أصنع ما شئت، فإني أستقي من البئر الماء، فأستقي به هذه النخل التي التمر منها. فتحمل حملاً ثانياً.

[١١٩٦وأنشد الباهلي في صفة ساق يستقي الماء على جمل، يخاطب جمله [رجز] :]

تأمل القرنين فانظر ماهما ... أحجراً أم مدراً تراهما

يقول انظرهما، هل تعرفهما، ليشتمل الصبر عليهما. والقرنان: ما يكون حول البئر من البناء ليجعل عليه خشبة البكرة.

١١٩٧وقال الآخر في معنى ذلك، يصف بعيراً له بالنشاط في السقي [رجز] :

لولا الزمام اقتحم الأجاردا ... بالقرب أو دق النعام الساجدا

يقول: لو لم يكن عليه زمام، لاقتحم بالقرب-وهي الدلو-الصحراء من نشاطه، وشدته أو دق النعام-وهي جمع نعامة-والنعامة: خشبة تعلق عليها البكرة. والساجد: المطأطئ. وأصل السجود: الخضوع والذلة. يقال أسجد البعير إذا ذل لراكبه. وينشد:

وقلن له أسجد لليلى فأسجدا

[١١٩٨أنشدنا محمد بن عبد الواحد عن ثعلب عن ابن الأعرابي عن المفضل [رجز] :]

أكل يوم عرشها مقيلي ... حتى ترى الخير من الفضول

مثل سياج السيد المبلول

يصف سلقيا. والعرش: بناء فوق البئر، يقوم عليه الساقي. والعرش أيضاً طي البئر بالخشب.

[١١٩٩وقال الآخر [رجز] :]

خذها واعط عمك السجيله ... فلم يكن عمك ذا خليلة

قال: العزب أقوى من المتزوج.

[١٢٠٠ومثله [رجز] :]

أما وحق بئركم وما بها ... والعرمض اللاحق في أرجائها

لأتركن أيما بدائها

هذا ساق حلف ألا يتزوج فتذهب قوته.

١٢٠١وأنشدنا عن ثعلب عن ابن الأعرابي [رجز] :

<<  <   >  >>