شهيقها: ارتجاعها بالدم. وإذا كان ذلك هائلاً تقطع الأحشاء من هوله، فكيف بقذفها؟ والسبار: ما تقاس به الجراحات، فشبه صوت خروج النفس منها بصوت قيء عجوز شربت لبناً قارصاً فهي تتمطق منه.
[أحسن ما قيل في وصف الظل من أبيات المعاني]
[١٠٦٥أنشدنا أحمد بن محمد العروضي قال أنشدنا أحمد بن يحيى عن الباهلي [بسيط] :]
وصاحب غير ذي ظل ولا نفس ... هيجته بسواء البيد فاهتاجا
قال يصف ظله "هيجته" يريد سرت فأنشأت ظلاً بمسيري.
١٠٦٦ومن مليح ما قيل في هذا المعنى ما أنشدناه أيضاً بالإسناد [كامل] :
وثنية جاوزتها بثينة ... حرف يعارضها ثني أدهم
الثنية الأولى: الجبل. والثنية الثانية. ناقة سنهاسن الثني، والثنئ الثالث: ظله. وقوله أدهم: أراد لونه.
١٠٦٧وفي هذا المعنى أيضاً بالاسناد [طويل] :
له صاحب يخفى إذا الليل جنه ... ويبدو إذا آل النهار ترحلا
يعني ظله. لأنه لا يبين ليلا، ويبين نهارا. وأل كل شيء شخصه.
[١٠٦٨أنشدنا أبو عمر قال أنشدنا أحمد بن يحيى [راجز] :]
مراوح لصفحتيها مذاع ... تراع مما لا يرى فترتاع
يصف ناقة. والمذاع: الكذاب، يريد به ظلها. وإنما جعله كذابا لأنه لا حقيقة له. وقوله "مراوح لصفحتيها" أي يبين دفعة من هذا الجانب، ودفعة من هذا الجانب.
[١٠٦٩وأنشدنا محمد بن عبد الواحد عن أحمد بن يحيى [طويل] :]
إذا شئت أداني صروم مشيع ... معي وعقام تتقي الفحل مقلت
يطوف بها من جانبيها ويتقي ... بها الشمس حي في الأكارع ميت
يصف ناقة. وأداني: أعانني. وصروم: قطوع للأمور. يعني قلبه. ومشيع: تشيعه الجرأة. وعقام: ناقة لم تحمل قط. فهو أقوى لها. ومقلت: لا يعيش لها ولد. ويطوف بها: يعني ظلها، حي بحركتها، ميت عند سكونها.
[أحسن ما قيل في افتضاض المكرش عند عدم الماء من شدة العطش من أبيات المعاني]
[١٠٧٠أنشدنا محمد بن عبد الواحد قال أنشدنا أحمد بن يحيى [طويل] :]
ويهماء يستاف الدليل ترابها ... وليس له إلا اليماني مخلف
هذه مفازة. يستاف التراب: يشم ريحه. فإن شم منه ريح البول والبعر، علم أنه على طريق. واليماني: السيف. ومخلف: مستق. والمعنى: ليس بها مستق إلا السيف. يعرقب به الناقة أو ينحرها. فيشرب ماء الكرش.
تجاوزتها وحدى، ولم أرهب الردى دليلي نجم "أو حوار" مخلف مخلف: متروك. يقول ليس بهذه اليهماء شيء يهتدى به إلا النجوم بالليل، التي المنشودة على الطريق، التي قد أسقطتها النوق.
[١٠٧١ومثله قول مالك بن نويرة اليربوعي [طويل] :]
كأن لهم إذ يعصرون فظوظها ... بدجلة أو فيض الأبلة موجد
إذا ما استبالوا الخيل كانت أكفهم ... وقائع للأبوال والماء أبرد
يقول: "كانت أكفهم وقائع" يقول: بالوا في أكفهم وشربوا. فلو أصابوا الماء كان أبرد وأعذب، يتهكم منهم. وقائع: جمع وقيعة. وهي نقر تحبس الماء. يقول: كأن ماء هذه الفظوظ من دجلة أو من فيض الفرات، من شدة العطش.
[١٠٧٢ومثله قول علقمة بن عبدة [بسيط] :]
وقد أصاحب فتياناً شرابهم ... خضر المزاد ولحم فيه تنشيم
قال ابن الأعرابي "خضر المزاد" الكروش. لأنهم يفتطونها، فيشربون عصارتها. فمعناه، شرابهم من خضر المزاد، وطعامهم لحم فيه تنشيم. يقال: نشم اللحم إذا تغيرت رائحته. قال عمارة: خضر المزاد يعني المزاد بعينه. لأن الماء إذا أديم حمله فيه، اخضر. فيقول: شرابهم في المزاد الخضر.
[١٠٧٣ومثله [طويل] :]
وشربة لوح لم أجد لسقائها ... بدون ذباب السيف أو شفرة حلا
[١٠٧٤ومن أحسن ما قيل في هذا المعنى قول زيد الخيل [وافر] :]
نصول بكل أبيض مشرفي ... على اللاتي بقى فيهن ماء
عشية نؤثر الغرباء فينا ... فلا، هم، هالكون، ولا رواء
أي أنهم يفضون ما بقي فيهم من ماء عن الإبل فيشربون ماء
[١٠٧٥ومثله [طويل] :]
ودوية غبراء ليس لمركب ... بها غير ما تقرى مشافرها ورد
تقرى: أي تجمع. والورد ها هنا: الماء.
[١٠٧٦ومثله من المولد [طويل] :]
وليس لركبها إذا آلها جرى ... من الماء، إلا ما قرته المشافر
١٠٧٧ومثله قول أبي الخام التغلبي [وافر] :