للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأرى صنيعك في القليب صنيعها ... بأراكها وسيالها وعرادها

شركتك في كل الأمور جمالها ... وضيائها، وصلاحها، وفسادها

[١٣٨٩ وقال ابن طباطبا فأحسن.]

عشوت إلى نار..... ... ... إليها فدفداً بعد فدفد

بدت في الدجى..... ... ... سهيل كالطريد المشرد

كأني أرى في البيد..... ... سبيلين أذكاها لعاش ملدد

فلم أدر والظلماء يقبض ناظري ... ... حندس الليل أهتدي

كأن لهيب النار..... ... ........مطرد

إذا حركتها الريح في الجو ... ........ الممدد

لها حبك تبدو لعيني.. ... ........المورد

[١٣٩٠ وله يصف السراج ونور المصباح فيه [منسرح] :]

يالسراج يضيء ملتهبا ... وراء كأس يضيء في الظلم

خمراً كالجلنار في آنية ... متضرم كالنار غاية الضرم

مصباحها في ضميرها شبها ... مثل سنان مخضب بدم

[الفصل الثامن]

[وهذه أبيات اخترتها من كتاب الحماسة]

جمعت بجمعها شمل الإحسان، في أشعر أبيات قيلت في الإضياف

[١٣٩١ قال أبو علي: قال عتبة بن بجير الحارثي ويكنى أبا شبل الحماسي [طويل] :]

ومستنبح بات الصدى يستجيبه ... إلى كل صوت فهو في الرجل جانح

فقلت لأهلي: مابغام مطية ... وسار أضافته الكلاب النوابح

فقالوا: غريب طارق طوحت به ... متون الفيافي والخطوب الطوارح

فقمت، ولم أجثم مكاني، ولم يقم ... مع النفس غلات النفوس، الفواضح

وناديت شبلاً، فاستجاب، وربما ... ضمنا قرى عسر لمن لا يصافح

فقام أبو ضيف، كريم، كأنه ... وقد جد من فرط الفكاهة مرزح

إلى جذم مال قد نهكنا سوامه ... واهرضنا فيه بواق صحائح

جعلناه دون الذم حتى كأنه ... إذا عد مال المكثرين المنائح

لنا حمد أرباب المئين ولا يرى ... إلى بيتنا مال مع الليل رائح

[١٣٩٢ ومما يستحسن، قول أبي زياد الأعرابي [وافر] :]

لنا نار تشب بكل واد ... إذا النيران ألبست القناعا

ولم يك أكثر الفتيان مالاً ... ولكن كان أوجههم ذراعا

[١٣٩٣ ويستحسن قول العجير السلولي [طويل] :]

إن ابن عمي لابن زيد وإنه ... لبلال أيدي جلة الشول بالدم

طلوع الثنايا بالمطايا وسابق ... إلى ذروة من يبتدرها يقدم

من النفر المدلين في كل حجة ... بمستحصد من جولة الرأي محكم

جديرون ألا يذكروك بريبة ... ولا يغرموك الدهر ما لم تغرم

[١٣٩٤ وقال عنرو بن الاطنابة [كامل] :]

إني من القوم الذين إذا انتدوا ... بدأوا بحق الله ثم النائل

المانعين من الخنا، جاراتهم ... والحاشدين على طعام النازل

والخالطين غنيهم بفقيرهم ... والباذلين حطامهم للسائل

والضاربين الكبش يبرق بيضه ... ضرب المهجهج عن حياض الأبل

والقاتلين لدي الوغى أفراسهم ... إن المنية من وراء الوائل

خزر عيونهم إلى أعدائهم ... يمشون مشي الأسد تحت الوابل

والقائلين، فلا يعاب كلامهم ... يوم القيامة بالقضاء الفاصل

ليسوا بأنكاس ولا ميل إذا ... ما الحرب شبت أشعلوا بالشاعل

[١٣٩٥ ويستحسن قول الآخر [طويل] :]

ومستنبح تهوى مساقط رأسه ... إلى كل شخص فهو للسمع أصور

يصفقه أنف من الريح بارد ... ونكباء ليل من جمادى وصرصر

حبيب إلى كلب الكريم مناخة ... بغيض إلى الكوماء والكلب أعذر

حضأت له ناري فأبصر ضوأها ... وما كان لولا حضأة النار يبصر

دعته بغير اسم، هلم إلى القرى ... فأسرى يبوع الأرض شقراء تزهر

فلما أضاءت شخصه قلت: مرحباً ... هلم، وللصالين بالنار: أبشروا

فجاء ومحمود القرى يستفزه ... إليها، وداعي الليل بالصبح مسفر

تأخرت حتى لم تكد نصطفى القرى ... على أهله، والحق لا يتأخر

وقمت بنصل السيف والبرك هاجد ... بهازره والموت في السيف ينظر

فأعضضته الطولي سناما وخيرها ... بلاء، وخير الخير ما يتخير

فأوفضن عنها وهي ترغو حشاشة ... بذي نفسها، والموت عريان أحمر

<<  <   >  >>