ألا أبلغ أبا وهب رسولاً ... بأن التمر حلو في الشتاء
يعيره بأخذ الدية وأنه أخذ فيها تمراً.
[أحسن ما قيل في ضد هذا من أبيات المعاني]
[١٢١٢أنشدنا عبيد الله بن أحمد قال أنشدنا محمد بن الحسن عن الأشنانداني [كامل] :]
يطأ الطريق بيوتهم بعياله ... والنار تحجب والوجوه تذال
لا يشربون دماءهم بأكفهم ... إن الدماء الغاليات تكال
قوله "يطأ الطريق بيوتهم بعياله" يريد أنهم لا ينزلون إلا على الدرجة والمحجة التي يجتاز فيها السائلة. وقوله "والنار تحجب" تزيد في الشدة والجهد وفي الوقت الذي لا توقد فيه النار، بحيث ترى، خوفاً من أن يقصدها الأضياف. وقوله "لا يشربون دماءهم بأكفهم" يقول: لا يقبلون الديات.
فيشربون من ألبان الإبل. فإذا شربوها فكأنهم قد شربوا دماء أوليائهم.
وقوله "بعياله"، عيال الطريق: المارة فيه. وذلك على طريق الاستعارة والتوسع وقوله "إن الدماء الغاليات تكال" أي تسفك بها أمثالها.
[١٢١٣كما قال [سريع] :]
لا نألم القتل ونجزع به ال ... أعداء، كيل الصاع بالصاع
[١٢١٤ومن مستحسن ما ورد في هذا المعنى قول الآخر [وافر] :]
ألا لله من مردي حروب ... حواه بين حضنيه الظليم
وقد قامت عليه مها رماح ... حواسر ما تنام ولا تنيم
الظليم: تراب القبر في الأرض التي احتفرت، ولم تكن احتفرت قبل ذلك. وأصل الظليم: وضع الشيء في غير موضعه. وقوله "قامت عليه مها رماح" فرماح اسم موضع، والمها ها هنا النسوة. شبههن بالبلور في صفائهن، وبقر الوحش في عيونه. يقول: فهن يندبنه. وكانوا لا يندبون القتيل حتى يؤخذ بثأره.
[١٢١٥ومثل هذا قول الآخر [كامل] :]
من كان مسروراً بمقتل مالك ... فليأت نسوتنا بضوء نهار
يجد النساء حواسراً يندبنه ... في الليل عند تبلج الأسحار
يقول: من سره مقتله فليأت هذا الموضع ليرى النساء يندبنه. ويعلم أنه قد أخذ بثأره.
[١٢١٦أنشدنا محمد بن عبد الواحد قال أنشدنا أحمد بن يحيى [طويل] :]
له خدمة من ذي الفقار اعتصى بها ... عليهم ولم ينظر سياق الاباعر
خدمة: قطعة من سيف، وهو ذوز الفقار. يقول طلبت بثار المقتول، ولم ينتظر سوق الإبل في ديته.
١٢١٧وأنشدنا أيضاً عن أحمد بن يحيى [وافر] :
ثأرنا ابن العليل وصاحبيه ... ولم ننظر بهم عقب البكار
وأصبحت الوجوه وإن رزينا ... جلاها القطر من حمم وقار
ثأرنا: أخذنا بثأره. ولم ننظر، لم ننتظر أخذ الدية وسوق الإبل. فأصبحت الوجوه مشرقة بإدراك الثأر. وإن كنا رزينا من أحببناه.
[١٢١٨ومن مليح ما قيل في هذا المعنى [طويل] :]
قيا عجبا حتى حصيلة أصبحت ... موالي علج لا تحل لها الخمر
يقول: أصبحوا أعزاء في نفوسهم ممن يحرم على نفسه الخمر حتى يأخذ بثأره. يهزأ بهم، ويسخر منهم، وكانوا يحرمون الخمر على أنفسهم حتى يدركوا بثأرهم.
أحسن ما ورد في عضة الكلْب الكلِب من أبيات المعاني
[١٢١٩أنشدنا أبو عمر قال أنشدنا ثعلب [طويل] :]
فلولا شراب ابن المحل الذي به ... شفى الله، قد أصغى لصوتي كليبها
فبلت بإذن الله أولاد زارع ... مؤللة الأذان بلقا جنوبها
هذا رجل، غضه الكلب الكلِب. وابن المح: رجل كان يسقي دواء عضة الكلب الكلب وقوله "قد أصغى لصوتي كلبها" يقول: كان ينبح نباح الكلاب فتصغي الكلاب إلى صوته وكليب جمع كلب. وقوله "أولاد زارع" يريد الكلاب. ومؤللة: مخددة. وكان الرجل إذا بال مثل الجراء علقا، بعد هذه العضة برئ من دائها.
[١٢٢٠ومثل هذا قول الآخر. وهو من مليح ما قيل في معناه [وافر] :]
وحاملة ولم تحمل جنيناً ... ولم تلقح وليس لها حليل
أتمت حملها في نصف شهر ... وحمل الحاملات أتى طويل
أتت بعصابة ليست بإنس ... ولا جن فكيف بهم تقول
إذا ولدت تباشر كل حي ... وإن ماتت فباكيها قليل
يصف مثانة رجل عضه كلب كلِب. وتكامل حمل هذه الجراء في المثانة بعد خمسة وعشرين يوماً..
[أحسن ما ورد في صفة النخل من أبيات المعاني]
١٢٢١أنشدنا عبيد الله بن أحمد النحوي قال أنشدنا محمد بن الحسن عن الأشنانداي [كامل] :