للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا أملأ كفي به: أراد أنه لا يشغلني حمل الرمح حتى يملأ كفي، فلا يكون فيها فضل لغيره، من السلاح. ولكن أقاتل بالرمح والسيف. وإذا زال اللبد لم أزل معه.

[١٠٤٠وقال سلامة بن جندل [طويل] :]

فمن يك ذائوب تنله رماحنا ... ومن يك عرياناً يوائل فيسبق

يقول: من كان عليه سلاح طعناه فيه، ومن طرح إلينا سلاحه وانكمش نجا.

[١٠٤١وقال عنترة [طويل] :]

ألم تعلموا أن الأسنة أحرزت ... بقيتنا لو أن للدهر باقيا

ونحن منعنا بالهياج نساءنا ... نطرف عنها مسبلات غواشيا

يطرف: يرد عنها. يقال طرف عنه الخيل إذا ردها. ومسبلات: رماح قد أسبلت للطعن. والغواشي: الخيل تغشى القوم: وقوله: "ألم تعلموا أن الأسنة أحرزت". يقول حصوننا الأسنة. فهي أحرزت لنا كرماً لأنه لا يبقي على الدهر أحد.

[١٠٤٢وقال المفضل بن عامر بن عبد القيس [وافر] :]

يهزهز صعدة جرداء فيها ... نقيع السم أو قرن محيق

يهزهز: يحرك. وصعدة: قناة فيها سنان. كنقيع السم لمن أصابه، أو قرن محيق كانوا يجعلون قرون الثيران مكان الأسنة. ومحيق: قد دلك به حتى المحق.

وجاوزنا المنون بكل نكس ... وخاظى الجلز ثعلبة دميق

النكس: الضعيف. وإنما يعني سهماً قد انكسر فأصلح. ولذلك قيل للرجال الضعفاء: أنكاس. والجلز: أصل السنان. ودميق: أدخل إلى آخره. والثعلب: ما دخل في السنان من القناة. والخاطي: المنتفخ.

[١٠٤٣وقال عمرو بن قميئة [طويل] :]

فأرماحنا ينهز نهم نهز جمة ... يعود عليهم وردنا ويميحها

ينهز نهم نهز جمة: أي ينزعن دماءهم كما ينزع عن الجمة الماء.

ويعود عليهم وردنا: يقول: يعود عليهم بالطعن مرة بعد مرة. يميحها: يستخرج ماءها.

[١٠٤٤أنشدنا محمد بن عبد الواحد قال أنشدنا أحمد بن يحيى [طويل] :]

فياعين بكي لي عمير بن عامر ... وكان ضروباً باليدين وباليد

قال: باليدين يطعن بالرمح. وباليد يضرب بالسيف.

١٠٤٥وأنشدنا أيضاً عنه [بسيط] :

يا فارساً ما أبو أو في إذا شغلت ... كلتا اليدين كرور غير فرار

كلتا اليدين: يعني الطعن بالرمح.

[أحسن ما قيل من أبيات المعاني في صفة القسي والأوتار]

[١٠٤٦أنشدنا محمد بن عبد الواحد قال أنشدنا أحمد بن يحيى [سريع] :]

أنكحت كعباً وبني الوحيد ... بنات جنبي بلون زرود

فطرن يهوين إلى عمود ... هوى جند إبليس المريد

فضاجعوهن بلا تمهيد ... على حصى المعزاء والصعيد

فأصبحوا صرعى على خلود ... موتى كما مات رجال هود

كعب، والوحيد: قبيلتان. وقوله: بنات جنبي، يعني السهام. والعمود: قوس. وإنما يعني سهاماً رمى بها قوما فقتلهم

١٠٤٧وأنشدنا عنه أيضاً [منسرح] :

لا مال إلا العطاف تأزره ... أم ثلاثين وابنة الجبل

لا يرتقي النز في ذلاذله ... ولا يعدى نعليه عن بلل

قال، وصف صعلوكا. فقال لا مال له إلا العطاف وهو السيف.

[١٠٤٨ومثله قول الآخر [متقارب] :]

وأم بنوها على بطنها ... زناة لها ولهم قد تحل

يعني بالأم: القوس. والسهام: بنوها. وأم ثلاثين: كنانة فيها ثلاثون سهما. وابنة الجبل: قوس من نبعة في جبل. وهو أصلب لعودها. ولا يناله نز ولا بلل، لأنه يأوى إلى الجبال.

[١٠٤٩وقال أبو ذؤيب [وافر] :]

وبكر كلما مست أصاتت ... ترنم نغم ذي الشرع العتيق

لها من غيرها معها قرين ... يرد مراح عاصية صفوق

وصف قوساً فشبه إرنان وترها بعود من العيدان للملاهي. والقرين: الذي معها الوتر. وعاصية عليه بشدتها. وصفوق: راجحة كأنها تعصى وتطيع.

[١٠٥٠ومثله [رجز] :]

في كفه معطية منوع ... لا كزة السهم ولا قلوع

يدرج تحت عجسها اليربوع القلوع: التي إذا نزع منها أقطابها [انقلبت على كف النازع] وقوله "يدرج تحت عجسها اليربوع" اليربوع: الجارح بالسليقة. وهذا غريز في القسي العربية. [أما القلوع] فعجيب في الأعجمية.

[١٠٥١ومن مليح ما قيل في هذا المعنى قول الراجز:]

تجافى الدرع إذا برقا ... تقول إني ويقول أنا

يقول: إذا جر الوتر رنت القوس فكأنها تقول إني، وكأنما يقول أنا، وكأنه يحكى صوتيهما.

١٠٥٢ومثله قول العجاج [رجز] :

<<  <   >  >>