أبو زيد: كنية الكبر. وسلاحه: العصا. وقوله "إذا ما الكلب أنكر أهله" يقول عند لبس السلاح كنت أفدي في الشباب لأقدامي على الحرب. وقوله "وحين الكلب جذلان نائم" أي في الشدة. وعند تمويت الماشية من الهزال، عند ذلك يسمن الكلب لاكله لحوم ما يموت. والعرب تقول "نعيم كلب في بؤس أهله".
[١٢٥٩وقال آخر:]
أمل ترى شكتي رميح أبي ... سعد فقد أحمل السلاح معا
"رميح أبي سعد"العصا الذي يأخذها الكبير عند كبره.
[١٢٦٠وقال الآخر [طويل] :]
أبا مالك إن الغواني هجرتني ... أبا مالك إني أظنك دائبا
أبو مالك: كنية الكبر. كنى بذلك لأنه يملك صاحبه.
[١٢٦١وقال الآخر [رجز] :]
بئس قرين يفن هالك ... أم عبيد وأبو مالك
فأم عبيد: الصحراء. وأبو مالك: الكبر.
[١٢٦٢وقال الآخر [كامل] :]
وركبت راحلة الكبير ولم تكن ... تمشي الهميس مع المطي ركابي
راحلة الكبير: العصا.
[١٢٦٣وأنشد أبو موسى [رجز] :]
لما رأيت الكبر المطالعا ... ينصب لي في الغابة المواقعا
ينشدني، وقد مضى مجاشعا مجاشع: اسم رجل بلغ من الكبر سناً طويلة. فالكبر ينشدني مجاشعا ليداني عليه.
[أحسن ما ورد من أبيات المعاني في وصف الجوع والخبز]
١٢٦٤أنشدنا أبو أحمد عيسى بن عبد العزيز الطاهري قال أنشدنا أبو موسى عن ثعلب [طويل] :
لعمرك لولا جابر ما تعاتبت ... مصاعبيها في الدرب عند ابن واصل
ولكن هذا من مودة جابر ... وذلك قدماً دأب ذود المثاقل
جابر: اسم الخبز. والمثاقل من الثقل وهو الثريد. وإنما يعني أنه كان يبيع إبله ويشتري قمحا
[١٢٦٥ومن مليح ما قيل في هذا المعنى [رجز] :]
فلا تلوماني ولوما جابرا ... فجابر كلفني المفاقرا
يعني بجابر: الخبز. والعرب تسمى الخبز جابر بن حية.
[١٢٦٦وأنشدني أبو أحمد عيسى بن عبد العزيز الطاهري قال انشدني الحامض [رجز] :]
الحمد لله الحميد المنان ... صار الثريد في رؤوس القضبان
يريد بذلك السنبل في رؤوس الزرع. ويقول أن الغلات قد أدركت
١٢٦٧وأنشدنا أيضاً [وافر] :
نقاتل جوعهم بمكللات ... وللغرثي يرغبها الجميل
المكللات: الرغفان. والجميل: الشحم المذاب.
[١٢٦٨وروى أبو حاتم السجستاني قال: قلت للأصمعي ما عنى القائل [وافر] :]
ولحم لم يذقه الناس قبلي ... طبخت على خلاء واشتويت
فقال كان يشتريه ومعه ابن جاع جوعة فذبحه، وطبخه، واشتواه، وأكله.
[١٢٦٩وأنشدنا أبو عمر عن ثعلب [منسرح] :]
فوه ربيع وشدقه قدح ... وبطنه حين يشتكي شربه
تساقط الناس حول حجرته ... وهو صحيح ما إن به قلبه
قال يصف رجلاً اكولاً شروباً. والشربة: ما يكون حول النخلة.
[١٢٧٠وأنشدنا أبو عمر عن ثعلب [طويل] :]
أبو مالك يعتادنا في الظهائر ... يجوء فيلقى رحله عند عامر
أبو مالك: كنية الجوع. ويجوء: لغة في يجيء.
[١٢٧١وقال آخر [رجز] :]
حل أبو عمرة وسط حجرتي ... وحل نسج العنكبوت برمتي
أبو عمرة: كنية الجوع. وقد كني بضد ما يوجب تكنيته، كما كنى الحبشي: أبو البيضاء.
[١٢٧٢وقال الآخر [رجز] :]
إن أبا عمرة شر جار ... يجرني في ظلم الصحاري
[١٢٧٣ومن مليح ما قيل في هذا المعنى قول الآخر [وافر] :]
ظللنا نخبط الظلماء ظهراً ... لديه، والمطي لها أوار
قال دعاهم فجوعهم، فاظلمت من الجوع، فكأنهم كانوا في ليل، وهم في نهار. والأوار: شدة العطش.
?أحسن ما ورد من أبيات المعاني في اللغز
١٢٧٤وإنما سمي اللغز لغزاً، لأن اللغز والألغاز ما خفي مذهبه وبعد مطلبه مأخوذ من الأرض اللغز، واللغيزي، وهي الخفية. وأنشد [خفيف] :
اللغيزا تواعدني عماراً ... وتطلب في عزاتك لي حبارا
اللغيزا: أرضون بعيدة. والحبار: الأثر.
[أملح ما ورد من ذلك في صفة حجام]
١٢٧٥أنشدنا علي بن هرون قال أنشدني أبي لعتبة الأعور يخاطب إبراهيم بن سيابه [منسرح] :
يا ابن الذي عاش غير مضطهد ... يرحمه الله أيما رجل
له رقاب الملوك خاضعة ... من بين حاف منهم ومنتعل
أبوك أو هي النجاد عاتقه ... كم من كمي له ومهر بطل