يحمقه بذلك، لأن الفرس والحمار وما أشبههما من ذوات الحافر، لا يضرها السهام. وذلك أن المطر إذا كان عند سقوط السماك خشى منه السهام، وهو داء يصيب الابل ولا يضر الخيل.
[١٢٣٢وأنشد الباهلي [طويل] :]
تبغي ابن كور، والسفاهة كاسمها ... ليستاد منا إن شتونا لياليا
يبغ ابن كوز في سوانا فإنه ... إذا الناس مذ قام النبي الجواريا
وقوله "ليستاد" أي يتزوج في السادات. وقوله "شتونا" يريد، أصابتنا أزمة وشتوة. وقوله "غدا الناس" يقول: إن النبي (ص) ، حظر أن تئد البنات. يقول فاطلب من تتزوج له، غيرنا. فإنا لا نزوجك.
[١٢٣٣وقال قيس بن الخطيم [طويل] :]
أتهجو أناساً سودتك رماحهم ... بعد المشيب وكنت غير مسود
يقول: قتلوا قومك، فصرت بعد قتلهم سيداً. ولولا أنهم قتلوا ما سدت.
[١٢٣٤ومن أناشيد ابن السكيت من أبيات المعاني للفرزدق [طويل] :]
اظنك مفجوعاً بربع منافق ... تلبس أثواب الخيانة والغدر
يقوله في خالد. والمنافق هو خالد نفسه. وقوله "بربع منافق" أي تقطع يمينه فيذهب ربع طوابقه. وكل مفصل يقال له طابق.
[١٢٣٥وأنشد للفرزدق [طويل] :]
فجاء على بكر ثفال ينصه ... عصاه استه وفي العجاية بالقبر
أي يستحث ذكره باسته كما يستحث بالعصا.
[١٢٣٦وهذا مثل قول أوس بن حجر [طويل] :]
كميت عصاها الزجر صاد به السرى ... إذا قيل لحيران أين تحالف
يقول إذا زجرت، فكأنها تضرب بعصاً من سرعتها
[١٢٣٧وقال عنترة [طويل] :]
تفاديتم استاه نيب تجمعت ... على رمة من الرماح تفاديا
تفاديتم: أي جعل بعضكم يتقي ببعض الرماح. وقوله "استاه نيب" يريد بأستاه نيب، بأنها تأكل العظام، تملح بها، وذلك أنها إذا أكلت الخلة فدربت بطونها فصارت للعظام تملح بها. وهي تسترخي فينتابها إذا رعت الخلة والجمة: العظام البالية.
[١٢٣٨وأنشدني أبي رحمه الله عن أبي الحسن بن الخضر [طويل] :]
جزى اله عنا عبس بني بغيض ... جزاء الكلاب العاويات وقد فعل
يرميهم بالابنة. والكلبة تعوي إذا ضربت، واجفلت.
[١٢٣٩وأنشد الباهلي [وافر] :]
ِقصار الهم إلا في صديق=كأن وطابهم موتى الضباب قصار الهم: أي ليس لهم هم إلا اغتياب أصدقائهم، وذكرهم بالقبيح. ويقول أنهم لا يسقون الابل لبخلهم. فوطابهم ملأى كأنها ضباب موتى.
[١٢٤٠وأنشدنا محمد بن عبد الواحد قال أنشدنا أحمد بن يحيى [طويل] :]
ستعلم إن دارت رحى الحرب بيننا ... عنان الشمال من يكونن أضرعا
قال: لا يقال للرجل عنان الشمال إلا إذا كان منهزماً، فيمسك العنان بشماله، كأنه عيره بهذا، ويقال بل نسبه لإلى الشؤم كما غراب الشمال.
١٢٤١وأنشد أيضاً عنه [وافر] :
فجاءت للقتال بنو هليك ... فدري يا سماء بغير قطر
هؤلاء قوم استعظم مجيئهم للقتال، لضعفهم. فيقول: دري بدم لا بقطر.
١٢٤٢وأنشد أيضاً [بسيط] :
وما يدبح منهم حارى أبداً ... إلا حسبت على باب استه القمرا
يقول دبح ودربح إذا طأطأ رأسه. ويصف بأنهم برص.
١٢٤٣وأنشدنا أيضاً [طويل] :
ويهرب هذا الجود من وجه مالك ... كما يهرب الشيطان من آية الأرض
يريد آية الكرسي، إذا قرئت في بيت هرب الشيطان منه.
١٢٤وأنشدنا أيضاً [طويل] :
وإن امرءاً ما بين عينيه كاسته ... هجا وائلاً طراً لغير كريم
كان ضربه في وجهه، فشقت الضربة وجهه شقاً واسعاً، فشبهه بالشق بين اليتيه.
١٢٤٥وأنشد أيضاً [بسيط] :
لا تأمنن فزارياً على جسد ... حتى تفارق لحم الأعظم الجسدا
يصفهم بأنهم كانوا ينبشون القبور ويأخذون أكفان الموتى.
[١٢٤٦ومما ينشد من أبيات المعاني في الهجاء ويستحسن تفسيره [رجز] :]
فداك نكس لا يبض حجره ... مخرق العرض حديد مطره
في ليل كانون شديد حصره ... عض بأطراف الزبانا قمره
يقول هو [اقلف، ليس بمختون] إلا ما قلص منه القمر. وشبه قلفته بالزبانى. وقال أبو العباس، معناه: أنه من ولد والقمر في الزبانى، وهو نحس. وقال ابن الأعرابي: إنما يريد أنه لا يطعم في الشتاء. وإذا عض بأطراف الزبانى القمر كان أشد للبرد.
١٢٤٧وأنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى [بسيط] :