٩٩٦وقال النمر بن تولب، وذكر قدحين لم يذكرهما غيره لقبهما بهذين اللقبين، وهما: المربوع، والعذار [كامل] :
ظهرت ندامته وهان تسخطه ... ثنياً على مربوعها وعذارها
يعني رجلاً نحر ناقته وندم لما رأى شحمها. فيقول: هل هانت ندامته على هذين القدحين اللذين خرجا بنحر هذه الناقة، لما أجالهما؟
[٩٩٧ومن أحسن ما قيل في هذا المعنى قوله [وافر] :]
سيقضي في المحلق كل نضو ... كوقف العاج خراج ولوج
إذا اصطك الأضاهيم اعتلاها ... بصدر لا أحل ولا عموج
المحلق: إبل سماتها الحلق. نضو: يعني قدحاً قد ضمر من طول ما فيض. لا أحل: لا مسترخ ولا مستو. قوله "سيقضي في المحلق" يريد أنى أجيل هذا القدح على إبلي فأنحر منها بحكمه. أي بما يخرج به.
[٩٩٨وقال الراعي [طويل] :]
إذا لم يكن رسل يعود عليهم ... قرينا لهم بالشوحط المتقوب
بقايا الذرى حتى يعود عليهم ... عزالى سحاب في اغتمامة كوكب
الرسل: اللبن. يقول إذا ارتفعت ألبانها أجلنا الشوحط على إبلنا ونحرناها لأضيافنا وجيراننا. والمتقوب: الذي سقط عنه قرابه وهو قشره. والذرى: الأسمنة يقول: فكفلهم حتى يجيء الغيث وتخصب البلاد. وقوله "في اغتمامة كوكب" أي عند سقوطه وقطر نوئه.
[٩٩٩وقال عمرو بن شأس الأسدي [طويل] :]
وفتيان صدق قد أفدت جزورهم ... بذي أود خثن المتاقة مسبل
أفدت: أهلكت. من قولهم فان الرجل إذا مات. وأفاده فلان قتله. وذو الأود: قدح قد حدث فيه الاعوجاج لكثرة ما يفاض به. خثن: خفيف. والمتاقة: التوقان إلى الخروج. ومسبل: أسم القدح. يعني أنه أجال القداح على الإبل فنحر منها جزوراً.
[١٠٠٠وقال لبيد بن ربيعة [طويل] :]
ذعرت قلاص الثلج تحت ظلاله ... بمثنى الأيادي والمنيح المثقب
القلاص ها هنا: قطيع غيم ثلج. وذعرت: طردت. وإنما أراد أنه أطعم في الشتاء وشدة البرد. فكأنه طرد البرد بمثنى الأيادي: أي إعادة الأنعام يداً بعد يد.
[١٠٠١كما قال النابغة [بسيط] :]
إني أتمم أيساري وأمنحهم ... مثنى الأيادي وأكسو الجفنة الأدما
والمعقب: الذي به علم من عقب. يريد قدحاً ممتنحاً لفوزه.
[أحسن ما ورد من أبيات المعاني في البسالة]
[١٠٠٢فمن أحسن ما قيل في هذا المعنى قول المعطل الهذلي [طويل] :]
فأي هذيل وهي ذات طوائف ... توازن من أعدائها ما توازن
تبين صلاة الحرب منا ومنهم ... إذا ما التقينا والمسالم بادن
توازن: تقاوم-يقول: إن الذي يصلى نار الحرب ويكابدها شاحب ضامر. والمسالم بادن أي سمين غير مهزول.
[١٠٠٣وقول أبي كبير الهذلي [كامل] :]
يتعطفون على المطي عطف ال ... عود المطافل في مناخ المعقل
تقع السيوف على طوائف منهم ... فتقيم منهم ميل من لم يعدل
يقول: من بأسهم وبسالتهم، إذا هاجمهم مهيج، لم يفزعوا فيتفرقوا، ولكن يقيمون للقتال، ويتعطفون على من أبطأ منهم أو ضعف، كما تتعطف الناقة العائذ على ولدها: وهي الحديثة النتاج. والمعقل: الحرز حيث تأمن. يقول: فنحن في الحرب رابطوا الجأش على هذه الحال. وتقع السيوف على الطوائف. والطوائف: الأيدي والأرجل والنواحي. يقول: إذا كان لنا دم فيهم منهم حتى نتساوى.
[١٠٠٤ومن أناشيد أبي تمام في الحماسة [طويل] :]
وكنا ظننا كل بيضاء نجمة ... عشية لاقينا صداء وحميرزا
فلما فرعنا النبع بالنبع بعضه ... ببعض، أبت عيدانه أن تتكسرا
سقيناهم كأساً سقونا بمثلها ... ولكنهم كانوا على الموت أصبرا
فيه قولان. أحدهما أنه قال "قتلنا منهم أكثر مما قتلوا منا" والقول الثاني: "كانوا على الموت أصبرا" من قول الله عز وجل "فما أصبرهم على النار" أي ما أقل صبرهم.
[١٠٠٥وقول الآخر [طويل] :]
عقلنا لها من زوجها عدد الحصى ... مع الصبح أو في جنح كل أصيل
يقول: قتلنا زوجها، فلم تجعل عقله إلا متهماً. فجلست تخطط في وجه الأرض لما اعتراها من الفكر في المصاب به. والمهموم يولع بالخط في الأرض. ويعدد الحصى.
[١٠٠٦كما قال الشاعر [طويل] :]
عشية مالي حيلة غير أنني ... بلقط الحصى والخط في الدار مولع
وخص الليل لأن الهم يتضاعف فيه والآلام.