للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بجائز، لعله فرق به بين الجملتين.

{مَعَهُمْ} [٧٣] كاف؛ لمن رفع ما بعد الفاء على الاستئناف، أي: فأنا أفوز، وبها قرأ الحسن (١)، وليس بوقف لمن رفعه عطفًا على «كنت»، وجعل «كنت» بمعنى: أكون على معنى: يا ليتني أكون فأفوز، فيكون الكون معهم، والفوز العظيم متمنيين معًا؛ لأنَّ الماضي في التمني بمنزلة المستقبل؛ لأنَّ الشخص لا يتمنى ما كان، إنما يتمنى ما لم يكن؛ فعلى هذا لا يوقف على «معهم»؛ لاتساق ما بعده على ما قبله، ونصبه على جواب التمني، والمصيبة: الهزيمة، والفضل: الظفر والغنيمة؛ لأنَّ المنافقين كانوا يوادون المؤمنين في الظاهر تهكمًا، وهم في الباطن أعدى عدو لهم، فكان أحدهم يقول وقت المصيبة:

{قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا (٧٢)} [٧٢]، ويقول وقت الغنيمة والظفر: {يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا (٧٣)} [٧٣]، فهذا قول من لم تسبق منه مودة للمؤمنين (٢).

{فَوْزًا عَظِيمًا (٧٣)} [٧٣] تام؛ للأمر بعده.

{بِالْآَخِرَةِ} [٧٤] تام؛ للابتداء بالشرط، ومثله «عظيما».

{الظَّالِمِ أَهْلُهَا} [٧٥] حسن.

{وَلِيًّا} [٧٥] جائز، وقال يحيى بن نصير النحوي: لا يوقف على أحد المزدوجين حتى يؤتى بالثاني، والأولى الفصل بين الدعوات.

{نَصِيرًا (٧٥)} [٧٥] تام.

{فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [٧٦] جائز، وكذا «الطاغوت».

{أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ} [٧٦] كاف؛ للابتداء بـ «إن».

{ضَعِيفًا (٧٦)} [٧٦] تام.

{وَآَتُوا الزَّكَاةَ} [٧٧] جائز، ومثله «أو أشدَّ خشية»، وكذا «القتال»؛ لأنَّ لولا بمعنى: هلَّا وهلَّا بمعنى الاستفهام، وهو يوقف على ما قبله، و «قريب»، و «قليل» كلها وقوف جائزة، وقال نافع: تام؛ لأنَّ الجملتين -وإن اتفقتا- فالفصل بين وصفي الدارين؛ لتضادهما مستحسن.

{لِمَنِ اتَّقَى} [٧٧] حسن على القراءتين في «يظلمون»، وقرأ ابن كثير، والأخوان (٣): «ولا يظلمون» بالغيبة جريًا على الغائبين قبله، والباقون بالخطاب التفاتًا (٤).


(١) وكذا رويت عن يزيد النحوي: «فأفوزُ»، برفع الزاي، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (٣/ ٢٩٢)، تفسير القرطبي (٥/ ٢٧٧)، الكشاف (١/ ٢٨٠)، المحتسب لابن جني (١/ ١٩٣).
(٢) انظر: تفسير الطبري (٨/ ٥٤٠)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.
(٣) وهما حمزة والكسائي، الكوفيان.
(٤) انظر هذه القراءة في: السبعة (ص: ٢٣٥)، النشر (٢/ ٢٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>