الحال، فإن جعل مستأنفًا جاز الوقف على «أربعين سنة»، وهذا قول ابن عباس، وغيره، وقال يحيى بن نصير النحوي: إن كانوا دخلوا الأرض المقدسة بعد الأربعين -فالوقف على «سنة»، ثم حللها لهم بعد الأربعين، وإن لم يكونوا دخلوها بعد الأربعين -فالوقف على «محرمة عليهم» اهـ، وقيل: إنهم أقاموا في التيه أربعين سنة، ثم سار موسى ببني إسرائيل، وعلى مقدمته يوشع بن نون وكالب، حتى قتل من الجبارين عوج بن عنق، فقفز موسى في الهواء عشرة أذرع وطول عصاه عشرة أذرع، فبلغ كعبه فضربه فقتله، وقال محمد بن إسحاق: سار موسى ببني إسرائيل ومعه كالب زوج مريم أخت موسى، وتقدم يوشع ففتح المدينة، ودخل فقتل عوجًا، وقال قوم: إنَّ موسى وهارون ما كانا مع بني إسرائيل في التيه؛ لأنَّ التيه كان عقوبة، وإنَّما اختصت العقوبة ببني إسرائيل لعتوهم وتمردهم، كما اختصت بهم سائر العقوبات التي عوقبوا بها على يد موسى، وكان موسى قال:«فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين»، وكان قدر التيه ستة فراسخ، قال أبو العالية: وكانوا ستمائة ألف، سماهم الله فاسقين بهذه المعصية، قال النكزاوي: ولا عيب في ذكر هذا؛ لأنَّه من متعلقات هذا الوقف، والحكمة في هذا العدد أنهم عبدوا العجل أربعين يومًا، فجعل لكل يوم سنة، فكانوا يسيرون ليلهم أجمع حتى إذا أصبحوا إذا هم في الموضع الذي ابتدءوا منه، ويسيرون النهار جادين حتى إذا أمسوا إذا هم بالموضع الذي ارتحلوا عنه (١).
{يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ}[٢٦] كاف.
{الْفَاسِقِينَ (٢٦)} [٢٦] تام.
{بِالْحَقِّ}[٢٧] حسن إن علق «إذ» باذكر مقدرًا، وليس بوقف إن جعل ظرفًا لقوله:«اتل»؛ لأنَّه يصير الكلام محالًا؛ لأنَّ «إذ» ظرف لما مضى، لا يعمل فيه اذكر؛ لأنَّه مستقبل، بل التقدير: اذكر ما جرى لابني آدم وقت كذا.