للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{بِمَا آَتَيْنَاهُمْ} [٥٥] حسن.

{فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (٥٥)} [٥٥] كاف، ومثله «مما رزقناكم»، وكذا «تفترون».

{سُبْحَانَهُ} [٥٧] تام، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف ما بعده على «لله البنات»، أي: ويجعلون لهم ما يشتهون، ويصير «ولهم ما يشتهون» مفعول «ويجعلون»؛ فلا يوقف على «سبحانه». قال الفراء: فجعله منصوبًا عطفًا على «البنات» يؤدي إلى تعدي فعل الضمير المتصل وهو واو «ويجعلون» إلى ضميره المتصل، وهو (هم) في «لهم». قال أبو إسحاق: وما قاله الفراء خطأ؛ لأنَّه لا يجوز تعدِّي فعل الضمير المتصل، ولا فعل الظاهر إلى ضميرهما المتصل إلَّا في باب ظن وأخواتها من أفعال القلوب، وفي فقد وعدم؛ فلا يجوز زيد ضربه، ولا ضربه زيد، أي: ضرب نفسه، ولا ضربتك، ولا ضربتني، بل يؤتى بدل الضمير المنصوب بالنفس، فتقول: ضربت نفسك، وضربت نفسي، ويجوز زيد ظنه قائمًا، وظنه زيد قائمًا، وزيد فقده وعدمه، وفقده وعدمه زيد، ولا يجوز تعدي فعل الضمير المتصل إلى ظاهره في باب من الأبواب؛ فلا يجوز زيد ضربه، أي: ضرب نفسه. وفي قوله: إلى ضميرهما المتصل قيدان: أحدهما: كونه ضميرًا؛ فلو كان ظاهرًا كالنفس لم يمنع نحو: زيد ضرب نفسه، وضرب نفسه زيد. والثاني: كونه متصلًا؛ فلو كان منفصلًا جاز نحو: زيد ما ضرب إلَّا إياه، وما ضرب زيد إلَّا إياه. وعلل هذه المسألة وأدلتها مذكورة في غير هذا الموضوع (١)، انظرها في: شرح التسهيل، قاله السمين مع زيادة للإيضاح.

{مَا يَشْتَهُونَ (٥٧)} [٥٧] كاف.

{مُسْوَدًّا} [٥٨] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده من تتمته.

{كَظِيمٌ (٥٨)} [٥٨] كاف، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال، ومن حيث كونه رأس آية يجوز.

{مَا بُشِّرَ بِهِ} [٥٩] جائز.

{فِي التُّرَابِ} [٥٩] حسن؛ للابتداء بأداة التنبيه، وذكر الضمير في «به»، و «يمسكه» حملًا على لفظ «ما»، وإن كان أريد به الأنثى.

{مَا يَحْكُمُونَ (٥٩)} [٥٩] تام.

{مَثَلُ السَّوْءِ} [٦٠] حسن، قال الكواشي: السَّوء بالفتح: الرداءة والفساد. وبالضم: الضر والمكروه. وقيل: بالفتح الصفة، وبالضم المضرة والمكروه، ولا تضم السين من قوله: {مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ} [مريم: ٢٨]، ولا من {وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ} [الفتح: ١٢]؛ لأنَّه ضد قولك: رجل صدق، وليس للسوء هنا معنى من عذاب أو بلاء فيضم، راجعه في: سورة براءة إن شئت.


(١) انظر: المصدر السابق (١٧/ ٢٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>