للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{فَأَوْلَى لَهُمْ (٢٠)} [٢٠] تام؛ إن جعل «أولى» مبتدأ خبره «لهم»، أي: الهلاك لهم، وكذا إن جعل خبر مبتدأ محذوف، أي: الهلاك أولى لهم، فأولى من الولي، وهو القرب، والمعنى: وليهم الهلاك وقاربهم، وقيل الوقف على «فأولى»، ثم تبتدئ: لهم تهديد ووعيد بجعل «أولى»؛ بمعنى: ويل، متصل بما قبله، رواه الكلبي عن ابن عباس، ثم قال: للذين آمنوا منهم طاعة وقول معروف، فصار قوله: فأولى وعيدًا، ثم استأنف بقوله: «لهم طاعة وقول معروف» وليس «أولى لهم» بوقف إن جعل «أولى» مبتدأ «وطاعة» خبرًا، وقال أبو حاتم السجستاني: الوقف «فأولى لهم طاعة وقول معروف»؛ ومعناه: طاعة المنافقين لله وللرسول، وكلام حسن له خير لهم من المخالفة.

{وقَوْلٌ مَعْرُوفٌ} [٢١] حسن في الوجوه كلها.

{فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ} [٢١] جائز على أن جواب «إذا» محذوف، أي: فإذا عزم الأمر كذبوا وخالفوا، وليس بوقف إن جعل جواب «إذا» فلو صدقوا.

{لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ (٢١)} [٢١] كاف، ومثله: «أرحامكم».

{أَبْصَارَهُمْ (٢٣)} [٢٣] تام للابتداء بالاستفهام، ومثله: «أقفالها».

{الْهُدَى} [٢٥] ليس بوقف؛ لأنَّ خبر «إن» لم يأت بعد، وهو قوله: «الشيطان سوّل لهم».

و {سَوَّلَ لَهُمْ} [٢٥] حسن، ومثله: «أملى لهم» في جميع الوجوه كلها في «أملي» أعني سواء قرئ: «أُملىْ» بضم الهمزة وإسكان الياء، أو قرئ: «أَملى» بفتحها، أي: سواء جعل الإملاء من الله أم من الشيطان، فتقديره على ضم الهمزة: وأملى أنا لهم، وتقديره على فتحها: والله أملى لهم، وليس بوقف إن جعل الإملاء والتسويل من الشيطان، فلا يوقف على «سوّل لهم» لعطف «وَأَمْلَى»، وعليه قرأ ابن كثير ونافع وعاصم وحمزة والكسائي وابن عامر (١): «وأملي لهم»، وقرأ أبو عمرو: «وأُمليَ لهم» بضم الهمزة وفتح الياء (٢)؛ على أنه فعل ما لم يسم فاعله، وهو منقطع مما قبله؛ وذلك أنَّه أراد: وأملى الله لهم، أي: لا يعاجلهم بالعقوبة.

{فِي بَعْضِ الْأَمْرِ} [٢٦] حسن.

{إسْرَارَهُمْ (٢٦)} [٢٦] كاف، ومثله: «وأدبارهم»، وقال نافع: «توفتهم الملائكة»، أي: فكيف


(١) وجه من قرأ بضم الهمزة وكسر اللام وبعدها ياء مفتوحة؛ أنه مبني للمفعول، ونائب الفاعل: {لَهُمِْ}، ووجه من قرأ بفتح الهمزة واللام وبعد اللام ألف؛ وذلك على أنه مضارع، أي: وأملي أنا لهم، والفاعل ضمير يعود على الله. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: ٣٩٤)، الإعراب للنحاس (٣/ ١٧٩)، البحر المحيط (٨/ ٨٣)، المعاني للفراء (٣/ ٦٣)، النشر (٢/ ٣٧٤).
(٢) انظر: المصادر السابقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>