تحمسي أيتها الوالدة. تذكري كاروني الَّتِي جَادَتْ بِأَوْلَادِهَا فِي سَبِيل وطنها.
يَا أُمَّاهُ أَنا مُسَافر. أَلا تعلمين أَن على الأمواج الزَّرْقَاء الصافية من بحرنا ستلقى سفائننا المراسي؟ أَنا ذَاهِب إِلَى طرابلس مَسْرُورا، لِأَن رايتنا الْمُثَلَّثَة الألوان تَدعُونِي. وَذَلِكَ الْقطر تَحت ظلها.
لَا تموتي لأننا فِي طَرِيق الْحَيَاة. وَإِن لم أرجع فَلَا تبْكي على ولدك. وَلَكِن اذهبي فِي كل مسَاء وزوري الْمقْبرَة. وَإِن سَأَلَك أحد عَن عدم حدادك عَليّ فأجيبيه: إِنَّه مَاتَ فِي محاربة الْإِسْلَام. الطبل يقرع يَا أُمَّاهُ أَنا ذَاهِب ... . دعيني أعانقك أذهب. أهـ.
فَهَل بعد هَذَا يَا شباب الشعوب الشرقية، تهدأ لكم ثورة، أَو تنطفئ لكم نيران؟ أَو تغمض مِنْكُم الجفون. أَو عَن أَدَاء وَاجِب الدفاع الْمَفْرُوض عَلَيْكُم لأوطانكم تنامون؟
وَإِلَيْك أَيْضا أبياتا من قصيدة لحافظ بك إِبْرَاهِيم عَن لِسَان فتاة يابانية تصف فِيهَا شجاعة قَومهَا:
(إِن قومِي استعذبوا ورد الردى ... كَيفَ تَدعُونِي أَلا أشربا؟)
(أَنا يابانية لَا أنثني ... عَن مرادي أَو أَذُوق العطبا)
(أَنا إِن لم أحسن الرَّمْي وَلم ... تستطع كفاي تقليب الظبا)
(أخدم الْجَرْحى. وأقضي حَقهم ... وأواسي فِي الوغى من نكبا)
(هَكَذَا الميكادو قد علمنَا ... أَن نرى الأوطان أما وَأَبا)
(ملك يَكْفِيك مِنْهُ أَنه ... أنهض الشرق فهز المغربا)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute