فحدثني ابن قديد عن عبيد الله بن سعيد عن أبيه قال: لما ولي عسامة شرط ابن يزيد بن منصور ذكر ذلك لابن بحير فقال: خليفة صاحب الشرط. فقالوا: لا ولكن على الشرط. فاستعظم ذلك
ثم صرف منصور عنها للنصف من ذي القعدة سنة اثنتين وستين ومائة كان مقامه عليها شهرين وثلاثة أيام
يحيى بن داود الخرسيّ (١) الشهير بابن ممدود
[٥٣ ب] ثم وليها أبو صالح الخرسي يحيى بن داود من قبل المهدي على صلاتها وخراجها قدمها في ذي الحجة سنة اثنتين وستين ومائة فجعل على شرطه عسامة بن عمرو وكان أبو صالح وأخواه سعيد وأبو قدامة عبيدا لزياد بن عبد الرحمن القشيري وكان ابوهم داود تركيّا وامّهم خالة ملك طبرستان وكان أبو صالح من أشد الناس سلطانا وأعظمهم هيبة وأقدمهم على دم ولنهكهم عقوبة ولما ولي مصر منع من غلق الأبواب بالليل ومنع أهل الحوانيت من غلقها حتى حطوا عليها شرائج القصب تمنع الكلاب منها ومنع حراس الحمامات أن يجلسوا فيها وقال: من ضاع له شيء فعلي أداؤه. فكان الرجل يدخل الحمام فيضع ثيابه ويقول: يا ابا صالح احفظها. فكانت الامور على هذا مدّة ولايته
(١) في الاصل: الجرشيّ. وفي تاريخ الطبري: الحرشي. وفي النجوم (ج ١ ص ٤٣٦) الحرشيّ. والصواب عندنا انه يحيى الخرسي الذي ذكر في المشتبه انه ولي خراج مصر في ايام المهدي لانه ثبت من النجوم ان ابا صالح كان من اهل خراسان والخرسيّ نسبة الى خراسان وردت في القاموس