للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إحسان لأتباعه مع حسن الخلق والبذّة والركوب وكثرة الطيب والبخور اذا جلس في مجلسه واذا ركب. وكان اذا اعطى عطاء كثرة وعجّله. وكانت وفاته وهو على القضاء في ليلة الثلثاء الرابع من صفر سنة ٣٨٩ فركب الحاكم فصلّى عليه في داره ودفنه تحت قبّتها ثم نقل بعد الى القرافة. وكانت مدّة ولايته اربع عشرة سنة وستّة اشهر وعشرة أيّام. ووجد عليه من اموال اليتامى وغيرهم ستّة وثلاثون الف دينار فامر الحاكم برجوان ان يحتاط على موجوده فارسل كاتبه ابا العلاء فهدا النصرانيّ فاحتاطوا عليه وشرعوا في البيع وفي تغريم الشهود الذين كانت الودائع تحت ايديهم فمن احضر ورقة بخطّ القاضي ترك ومن لم يحضر خطّ القاضي غرم الى ان تحصّل قدر نصف الدّين فدفع للمستحقّين بقدر النصف. وتقدّم امر الحاكم ان لا يودع بعد ذلك عند احد من الشهود مال يتيم ولا غائب وافرد موضع بزقاق القناديل يوضع فيه المال ويختم عليه اربعة من الشهود لا يفتح [الاّ] بحضور جميعهم فاستمرّ الامر على ذلك مدة وكان محمد بن النعمان سلّم لعبد الله بن محمد المداديّ احد الشهود مال يتيم واراد الإشهاد عليه بذلك فامتنع فقال محمد: ما بالذي يودع الاشهاد. فاتّفق ان المدادي مات في سنة ٧٩ وعنده ودائع كثيرة فراسله يزيد بن السندي كاتب الحكم قبل ان يموت حتى اشهد عليه بما عنده. فلما مات لم يوجد اكثر ذلك فباع القاضي داره بخمسة آلاف دينار فوفّى بها الودائع

عليّ بن محمد الحلبيّ

عن رفع الاصر ص ٨٤

علي بن محمد بن اسحاق بن يزيد الحلبيّ المحدّث المشهور كان ينوب في الحكم عن محمد بن النعمان القيروانيّ قاضي مصر في ايّام العزيز لما مرض القاضي وعجز عن الركوب فلما كبر سنّه وعجز عن الحركة (٨٤ ب) استخلف الحسين بن محمد بن طاهر نقيب الاشراف كما تقدّم في ترجمته

<<  <   >  >>