إسماعيل بن عبد الواحد بن محمد الربعيّ المقدسيّ ابو هاشم من المائة الرابعة شافعيّ. قال ابو محمد بن زولاق: كان ابو هاشم من الفضلاء النبلاء يجمع الحفظ والفهم ويدري القرآن والعلوم الاّ انه قويّ النفس تيّاها وكانت ولايته للقضاء في صفر سنة ٢١ فاقام قدر شهرين وكان السبب في ذلك ان ابن زبر لمّا مرض تكين بمرض السلّ خشي على نفسه من اهل مصر لما كان عاملهم به فركب ابن زبر الى ابي هاشم هذا وكان قد اختصّ بالامير تكين حتى كان لا يصدر الاّ عن رأيه فسأله ان يقبل عنه نيابة الحكم الى ان يعود وان يتلطّف له في الإذن في السفر فلم يزل ابو هاشم يكلّم الامير حتى اذن له في ذلك فاستلم الديوان من ابن زبر بجميع ما خصّه وتوجّه الى دمشق فلقي الإخشيد محمد بن طغج فسأله عن احوال مصر فاعلمه ان الامير على موت فتصوّب الإخشيد للتوجّه الى مصر. واستمرّ ابو هاشم يحكم بين الناس ويتقوّى بالامير
وفي ولايته تحدّث مع الامير تكين فبعث معه صاحب [الشّرط] فاقام من كان بالجامع العمريّ من المالكيّين والحنفيّين الاّ القليل منهم وهم خمسة: ابن الحدّاد والطحاويّ وعبد الرحمن بن اسحاق ومحمد بن رمضان الزيّات وابو بكر الرازيّ فحقدوا عليه ثمّ سئل في حلقة محمد بن عبد الغنيّ التي فيها ابو الذكر فأذن له الى ان مات تكين ووقعت الفتنة بين ولده محمد بن تكين وبين الوزير محمد بن عليّ الماذرائيّ فاجتمع جماعة ممّن اهانهم ابو هاشم فتكلّموا فيه عند الماذرائيّ فارسل اليه يمنعه من الحكم. وكان ابو هاشم امر ابا بكر محمد بن عليّ العسكريّ ان ينظر في الفروض فاستمرّ بعد منع ابي هاشم على حاله واذن له ان ينظر بين الخصوم فنظر ايّاما الى ان وصل ابن قتيبة. ولمّا شغب الجند على محمد بن تكين توجّهوا الى دار ابي هاشم فنهبوا جميع ما فيها واخرجوا منها آلات الملاهي والسكر وكان