للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الى ابن زبر فقال له: خذ هذا الكتاب فانت عبد الله بن احمد وانا عبد الله بن احمد وقد رددت اليك ما لي فيه. ففرح ودخل به الى الاخشيد فامضاه واستقرّ ابن زبر في القضاء ولايته الرابعة بهذه الحيلة فباشر كعادته. وطالب سليمان بن رستم بوصيّة عفّان البزّاز وتعرّض [للاحباس] ووقع في [حقّ] محمد بن بدر وسمّاه العلج وقال:

عزمت على بيعه فقد ثبت عندي ان اباه مات في الرقّ. فخاف منه فركب اليه وداراه واهدى اليه. واشتدّ خوف جماعة من اهل مصر منه فعوجل واعتلّ في شهر ربيع الاوّل من سنة ٢٩ واخذه الإسهال فمات لثلاث خلون من شهر ربيع الآخر وانشد ابو هريرة بن ابي العصام في وفاة ابن زبر ممّا ذكره ابن ميسّر في تاريخه:

أتانا من دمشق وليس شيء … أحبّ اليه من نهي وأمر

فغادره المنون لقى فأضحى … حليف حفيرة وأسير قبر

لقد حكم الإله بغير جور … وقد وعظ الزّمان بنجل زبر

(٥١ ب) قلت: وكان ولده ابو سليمان محمد من اهل الحديث معدودا في الحفّاظ له تصانيف منها معرفة الصحابة والتاريخ على السنين روى عنه عبد الغنيّ بن سعيد وتمّام بن محمد الرازيّ وذكر في تاريخه انه ولد بالرقّة سنة ٢٩٨ قال ابو نصر بن ماكولا: كان ثقة حافظا [نبيلا؟] ومات في جمادى الاولى سنة ٣٧٧ ارّخه عبد العزيز الكتّانيّ وقال: كان يملي في الجامع

وممّا ذكر عنه الحافظ الذهبيّ في تاريخ الاسلام (ص ١٩٠) في حوادث سنة ٣٢٩ انه قال أبو عمر محمد بن يوسف الكندي اخبرني عليّ بن محمد المصريّ انه رأى القاضي ابن زبر بدمشق اجتاز بسوق الاساكفة فشغبوا عليه ودقّوا بشفارهم تخوتهم قائلين كلاما قبيحا وهو يسلّم عليهم ويتطارش ويظهر انهم يدعون له. وفيه ايضا انه قال فيه محمد بن عبيد الله المسبّحيّ: كان عارفا بالاخبار والكتب والسفر صنّف في الحديث كتبا وعمل كتاب تشريف الفقر على الغناء

<<  <   >  >>