ولقيه جماعة من خصومه عند درب العلم فامر بفرش الغاشية وجلس فنظر في امرهم. ولم يزل في ولايته هذه إلى يوم الجمعة لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة ١٧ فصرف بهارون بن ابراهيم بن حمّاد فورد كتابه على اخيه ابي عثمان فباشر الى العشر الاخير من ربيع الآخر سنة ٣٢٠ فصرف واعيد ابن زبر فورد كتابه (٥١) على ابن الحدّاد والعسكريّ فسأل تكين امير مصر ان يتسلّم له ووافى ابن زبر مصر يوم الاحد لاحدى عشرة بقيت من جمادى الآخرة فقرئ عهده بالمسجد الجامع على المنبر وكان يجلس كل يوم في المسجد ما عدا يوم الجمعة وكان تكين يشرّفه ويقوّي امره. وبلغه ان جماعة وقفوا فيه ومالوا الى [ابي] عثمان فهدّدهم وحبس منهم كثيرا منهم عبيد الله بن سهل بن بريحه صاحب المسجد وكان من جلساء ابي الذكر.
واتّفق ضعف تكين امير مصر فخاف ابن زبر على نفسه من الرعيّة فاستأذنه في ان يسافر ويستخلف ابنه محمدا على مصر فامتنع فكتب ابن زبر الى ابي هاشم المقدسيّ وسأله ان ينظر بين الناس ففعل فسلّم له الديوان وسافر الى دمشق.
فمات تكين بعد ان سار فحصل على ابي هاشم ما كان ابن زبر يتوقّعه في نفسه فباشر اقلّ من سنة
ثم اعيد ابن زبر الى قضاء مصر في شعبان سنة ٢٤ نيابة عن محمد بن الحسن ابن ابي الشوارب قاضي بغداد فوصل كتابه الى عليّ بن احمد بن اسحاق ويحيى بن الحسن بن عليّ بن الاشعث فاستأذنا الاخشيد فاذن لهما فتسلّما الديوان من محمد بن بدر وذلك لخمس بقين من شعبان سنة ٣٢٤ فنظر بين الناس قدر شهرين. فتحرّك ابو عبد الله الحسين بن ابي زرعة في قضاء مصر وكان قاضي دمشق فقدم مصر في تلك الايّام فسعى عند الاخشيد حتى اسعفه ومنع نائبي ابن زبر من النظر وفوّض الاخشيد القضاء لابن ابي زرعة فاقام ابن الحدّاد يقضي الاحكام نيابة عنه ثم ورد عهده من قبل ابن ابي الشوارب فاسرّ الى ان وصل عبد الله بن زبر الى مصر فانتشر الحديث ولم يدخل مصر في تلك الولاية وسعى سرّا عند الاخشيد حتى ظفر بكتاب كان ابن ابي الشوارب كتبه لعبد الله بن احمد بن وليد ان ينوب عنه فلم يجبه الى ذلك فاتّفق ان وقع بين ابن الوليد والقاضي فارسل ابن الوليد الكتاب