اليه الرقعة فاجابه بما قال للرجل وان الذي خلّفه ابوه استوفاه في نفقته فامر الحاكم باحضار ديوان القاضي في الحال فأحضر ففتّش فيه عن مال الرجل فظهر انه انّما وصل الى القليل منه ووجد اكثره باق فعدّ على القاضي ما رتّبه واجراه عليه واكرامه ايّاه وما شرط عليه من عدم التعرّض لاموال الرعيّة فجزع وهاله وقال: العفو وأتوب.
وانصرف بالرجل فدفع اليه ماله واشهد عليه. فحقد الحاكم عليه ذلك فامر به فحبس ثم أخرج بعد ذلك على حمار نهارا والناس ينظرون الى ان ساروا به الى المنظرة فضربت عنقه وأحرقت جثّته. وكانت مدّة ولايته القضاء خمس سنين وسبعة اشهر واحد عشر يوما
قال المسبّحيّ: لاعن بين رجل سكريّ وامرأته في الجامع العتيق ولم يسبق لذلك. يعني في دولة العبيديّين
قال: واقطع الحاكم القاضي المذكور دارا بالقرب من الخليج الحاكميّ فكان في ايّام النيل يركب [في عشاريّ] الى هذه الدار ويسايره الشهود على دوابّهم في البرّ ثم يركب منها الى القصر ثم يعود اليها ثم يرجع الى سكنه بالدار الحمراء
عبد العزيز بن محمد بن النعمان بن حيّون
عن رفع الاصر ص ٧٣ والتلخيص ص ٥٥
عبد العزيز بن محمد بن النعمان بن محمد بن المنصور بن احمد بن حيّون المغربيّ القيروانيّ الإسماعيليّ من المائة الرابعة ولد في اوّل ربيع الاوّل سنة ٣٥٥ وكانت ولايته القضاء في يوم الخميس السادس عشر من رمضان سنة ٣٩٤ وأضيف اليه النظر في المظالم وخلعت عليه الخلع على العادة وحمل على بغلة وقيدت بين يديه ثنتان وحمل بين يديه سفط ثياب ودخل الى الجامع فحضر في موكب [حافل] وقرئ تقليده على المنبر. وكان اوّل احكامه انه اوقف جميع الشهود الذين قبلهم ابن عمّه الحسين ما عدا شرف بن محمد بن المقري فانه استكتبه في التوقيع والقصص.
وكتب في الإسجال عليه «قاضي القضاة عبد العزيز قاضي عبد الله ووليّه منصور ابي عليّ الإمام الحاكم امير المؤمنين صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين على القاهرة