وكان كما قال اعتلّ ومات في ذي الحجّة سنة ٣٤٧ وسيأتي في ترجمة محمد بن عبد الله الخصيبيّ ما وقع للحافظ الكبير ابي القاسم بن عساكر في ترجمة الخصيبيّ من الوهم
[محمد بن عبد الله بن الخصيب]
عن رفع الاصر ص ١١٤ ب والتلخيص ص ٨٩
محمد بن عبد الله بن محمد بن الخصيب بن الصقر بن حبيب الأصبهاني ولد في سنة ٣٠٠ وكتب الحديث وكان ينوب في القضاء خلافة عن ابيه واستقلّ بالقضاء بعد وفاة والده في النصف من محرّم سنة ٣٤٨ فلما خلع عليه وركب الى الجامع يوم الجمعة ثارت به العامّة وشغبوا عليه وحصبوه فصاح: ما الذي ينقم عليّ وقد عمرت الاحباس ووفّرتها وفرّقت في مستحقّيها وما [ضبط] احد قط انني ارتشيت انا ولا ابي فما ارتدعوا عنه وراسل الامير وهو يومئذ كافور الإخشيدي فانفذ اليه [غلامه مقبل الخادم؟] يسأله عن حاله. فاظهر تجلّدا وباحث من حضر من العلماء في شيء من المسائل واستمرّ الى صلاة العصر
وكان ضمن لكافور على ولايته مصر وعملها والرملة وطبريّة مالا فحلّ الأجل فطالبه الوزير جعفر وتهدّده فبلغ وخار طبعه فاعتلّ سبعة أيّام ومات وقيل انه مات مسموما سمّه خادم له خصيّ
قال ابن زولاق: وكان كاتبا حاسبا يعرف الادب وايّام الناس وكتب الحديث وخدم كافور قديما وأكل معه وسامره وكان جريّا على ما يريد. وكان يمزح صالح بن نافع ممازحة قبيحة في الصفاع فعمل فيه بعض الشعراء على لسان شخص كان ينقر [ن يقرأ] نقوش الخواتيم بيده:
انّي الى القاضي امتّ بحرمة … هي بيننا حقّ كفرض لازم
سرّ لطيف في قفاه وفي يدي … هي آية بهرت عقول العالم