كتبوا في حقّ ابي طاهر محضرا فساعدهم الخصيبيّ وجمع جمعا من المصريّين فادخلهم على كافور فذمّوا ابا طاهر فظنّ كافور انهم من اهل دمشق وكان ابو جعفر مسلم حاضرا فسارّ كافورا فصاح الخصيبيّ: يا با جعفر ولا تكن للخائنين خصيما. فصاح ابو طاهر: الا تحسّن ادبك يا شيخ بحضرة الاستاذ
وصنع ابن الخصيبيّ كتابا مزوّرا على الخليفة في حقّ ابي طاهر فعزله كافور عن دمشق واضافها لابن الخصيبيّ. فتنجّز ابو طاهر كتبا من بغداد الى كافور بان الكتب مزوّرة وعلونه ابو جعفر فلم يرجع كافور عن مساعدة الخصيبيّ وكان الخصيبيّ قد تقرّب الى كافور بمال اهداه له فصار يساعده
وتشكّى جماعة من اهل الفرما من الخصيبيّ ومن نائبه فنصره عليهم وضربوا وطيف بهم على الجمال وثار الرعيّة بالخصيبيّ في الجامع فهرب منهم. ووقع بين الخصيبيّ وابي بكر بن الحدّاد خصومة في مجلس المظالم فتشاتما وكان الخصيبيّ يتوسّع في القول وابو بكر لا يجاوز المنقول احترازا وتصوّنا [وتديّنا] فصار في غمّ من ولاية الخصيبيّ حتى قيل انه قال: اصرفوا الخصيبيّ ولو بابن مرجب (يعني طبيبا كان بمصر) وضبط عن الخصيبيّ انه قال: العمل لابني محمد وانا له معين. فبلغ ذلك ابنه فاراد ان يظهر ذلك وكتب التوقيعات بخطّه وختمها وعنونها من محمد بن عبد الله فزال اسم الاب منها واستظهر على ابيه واسجل وتقدّم الى الموقّعين ان يكتبوا: الى القاضي محمد بن عبد الله وكانت وفاة الخصيبيّ بعد ان بنى داره الكبيرة المعروفة بابن شعيرة وكان اشتراها من محمد بن ابي بكر وعمّرها واتقن وعمل فيها دعوة عظيمة فعمل فيه ابن كشاجم: