ولم يزل مالك يعلو الى ان تسلّط عليه فقير*لحف حرير (كذا) كان يصحب ابن ابي العوّام فدسّ الى الحاكم ان القاضي يركب الى قصر اخت الحاكم ويخلو بها وكان بلغ الحاكم عنها شيء من هذا لكنه مع غير القاضي فحقد على القاضي وظنّ صحّة ما قيل. وكان القاضي يدخل كل يوم الى دهليز قصرها ليقرأ عليه فيه بعض خدمها فجاء يوما فقال له الحاكم: من اين جئت. قال: من داري. قال: لا بل من قصر إمامتك. فقال: لا اعرف لي إماما غيرك. فأرجف قلبه ورجع ثم لم يظهر له شيئا الى ان خرج يوما الى بركة الجبّ فتلاحق به الناس ومالك منهم فلما سلّم على الحاكم اعرض عنه فعدّل به بعض الاعوان فقتله في يوم السبت سادس عشرين ربيع الآخر سنة ٤٠٥
قال: وفي يوم السبت لأربع بقين من شهر ربيع الآخر سنة ٤٠٥ ضربت عنق مالك بن سعيد الفارقيّ القاضي فكان مدّة ولايته ستّ سنين وتسعة اشهر واحد عشر يوما وكان قد حكم نيابة عن بني النعمان ثلاثة عشر عاما فاكمل في الحكم عشرين عاما متوالية
وادنى الحاكم ولده الكبير واذن له ان يركب في موكبه وتلطّف بولده الصغير ومنع من التعرّض لشيء من تركة ابيه
وكان مالك فصيحا بليغا كثير الحلم والتأني وقورا يقال انه لم يواجه احدا قطّ بما يكره ولا صاح على خصم ولا انتهر سائلا ولا رمى احدا بسوء ولا قبيح
وبقيت مصر بعده بغير قاض ثلاثة اشهر وثلاثة وعشرين يوما وكان يتوسّط بين الناس في هذه المدّة يعقوب بن اسحاق وابو منصور المحتسب الملقّب ابا هراة الى ان قرّر ابو العبّاس احمد بن محمد بن ابي العوّام
حمزة بن عليّ الغلبونيّ
عن رفع الاصر ص ٤٢ والتلخيص ص ٣٤ ب
حمزة بن عليّ بن يعقوب الغلبونيّ استخلفه مالك بن سعيد الفارقيّ على الحكم في رجب سنة ٩٨ لكثرة اشتغال مالك بملازمة الحاكم وفوّض اليه جميع الامور