اخيها فاغلقت بابها واعطت مفتاحها لجاريتها وذهبت مع الرجالة الى دار طرقتها ففتح لها فدخلت واستمرّت مقيمة فيها فكشف عن امرها فاذا هو منزل رجل كانت تهواه ويهواها فأخبر مالك بذلك فتعجّب من فطنتها حتى توصّلت الى مرادها واذا بزوجها قد جاء الى القاضي وقال: ما اعرف زوجتي الاّ منك. وحلف انها ليس لها اخ وانما ذهبت الى عشيقها فسقط في يده وخاف ان يبلغ الخبر الحاكم فيكون سبب غضبه عليه فركب في الحال الى الحاكم وقصّ عليه القصة وبكى فامر الحاكم باحضار المرأة والرجل فمضى الاعوان اليهما بغتة فوجدهما نائمين متعانقين لا يعقلان من السكر فحملوهما الى الحاكم فامر باحراق المرأة في بارية (؟) وضرب الرجل بالسياط ضربا مبرّحا. وزاد في الاحتياط على النساء والتحجير عليهنّ
وعلت منزلة مالك عند الحاكم حتى كان لا يتركه يقيم في داره فامر ان تكون ركوبة مسرجة ملجمة ليسارع في التوجّه اليه. ومع هذا القرب والاختصاص فكان ليّن الجانب سهل الحجاب كثير الفضل باذلا لماله ولجاهه
فحكى عليّ بن سعيد في تاريخه ان رجلا سرق قنديلا من فضّة من الجامع العتيق فرفع للقاضي فرفعه للحاكم (٩٦ ب) فقال له: ويلك سرقت فضّة الجامع.
فقال: انما سرقت مال ربّي واني فقير ولي بنات جياع والانفاق عليهنّ افضل من تعليق هذا في الجامع. فدمعت عيناه ورقّقه القاضي عليه فامره باحضار بناته فحضرن فامر القاضي ان يجهزن بثلاثة آلاف دينار ويزوّجن واعاد القنديل الى الجامع
فكثر من سعى عنده بما لا حقّ فيه ليتوصّل الى غرامة عن خصمه وكان يسكن دار مسمول [شمول (؟)] الإخشيديّ ثم اشتراها من بيت [بنت (؟)] الوزير يعقوب بن كلّس فزاد في ابنيتها وترخيهما وانشأ فيها مكانا سمّاه الحوريق [الخورنق (؟)]. وتقدّم الى الوكلاء بباب الحكم ان لا يتوكّل احد منهم في شيء يتعلّق بالاحكام لاحد من [اهل] الذمّة ولا يركب الى احد منهم شاهد ليحمل شهادته. واجتمع قوم من السفهاء رعاع الناس فشغبوا على الشهود بالإساءة حتى حصل للشهود بذلك شدّة فاجتمعوا الى القاضي وتظلّموا منهم فبلغ الامر الحاكم واعلمه ان هذا يفضي الى تعطّل امور الرعيّة فامر بكتابة سجل باكرام الشهود وان لا يتعرّض احد اليهم بأذى