عليّ بن النعمان بن محمد بن منصور بن احمد بن حيّون المغربيّ القيروانيّ الإسماعيليّ من المائة الرابعة ولد في رجب سنة ٣٢٨ وقدم مع المعزّ من المغرب فامره بالنظر في الحكم وكان يحكم هو وابو الطاهر والشهود يشهدون عليهما جميعا وعندهما والاجتماع عند ابي الطاهر فلمّا مات المعزّ ردّ امر الجامعين ودار الضرب لعليّ بن النعمان فحضر الى الجامع العتيق وحكم ثم واظب ابو الطاهر الحكم في الجامع وعزل جماعة ثم عرض له الفالج ففوّض العزيز الحكم الى عليّ بن النعمان وذلك لليلتين خلتا من صفر سنة ٣٦٦ فركب الى الجامع الازهر في جمع كثير وعليه خلعة مقلّدا سيفا وبين يديه خلع في مناديل عدّتها سبعة عشر وقرئ سجلّه بالجامع وهو قائم على قدميه فكلما مرّ ذكر المعزّ او احد من اهله اومأ بالسجود ثم توّجه الى الجامع العتيق بمصر فوجد الخطيب عبد السميع ينتظره بالجامع وقد كان الوقت ان يخرج فصلّى الجمعة وقرأ اخوه محمد عهده وفيه انه ولّي القضاء على مصر واعمالها والخطابة والإمامة والقيام في الذهب والفضّة والمواريث والمكايل ثم انصرف الى داره فركب اليه جماعة من الشهود والأمناء والتجّار ووجوه البلد ولم يتأخّر عنه احد
وكان في سجلّه: اذا دعا احد الخصمين اليك ودعا الآخر الى غيرك ردّا جميعا اليك فعرف ان ذلك إشارة الى منع ابي طاهر فامتنع من (٨٥ ب) يومئذ حين بلغه فلمّا كان اليوم الثالث من ولايته ركب عليّ بن النعمان الى الجامع العتيق وبين يديه سلّة حمراء وجلس في مجلس الصفّ [الصيف؟] عند حلقة الزوال وركب معه الشهود والأمناء والفقهاء والتجّار فكان الجمع وافرا جدّا فنظر بين الناس ودعا بالوكلاء وقرأ عليهم سورة العصر وحضّهم على تقوى الله ثمّ طلب الشهود وسأل عن القاضي ابي الطاهر فقال له الحسين بن كهمش وكان وجه الشهود يومئذ: هو على حاله.
فقال: ينظر في الحكم في داره دون الجلوس في الجامع فبلغ ذلك ابا طاهر فصرف الوكلاء وانقطع عن الحكم وعني بعض اهل البلد بابي الطاهر فتنجّز له توقيعا بان