ابو عبيد الله مستترا عشر سنين ورضي منه الامير وغيره بذلك فلم يطلبوه ولا سألوا عنه
(قال) وكان عليّ بن احمد قد اودع عند القاضي مالا جزيلا واودع عند ابراهيم ابن هروان العبّاسيّ نحو ذلك فطلب ابو بكر محمد بن عليّ الماذرائيّ المال من القاضي فقال: امرني ابوك ان اشتري لكم به ضياعا بالبصرة واعمال العراق ففعلت.
وطلب من العبّاسيّ فقال: ارسل من يتسلّم المال. فعاد الرسول فقال له: وجدت الاكياس عشش عليها العنكبوت. فشكر الماذرائيّ العبّاسيّ ذلك واشترى له دارا بخمسة آلاف دينار وهبها له
وكان مدّة ابي عبيد الله الى ان استتر ستّ سنين وسبعة اشهر واقامت مصر بغير قاض مدّة الى ان ولّى هارون بن [ابي] جيش ابا زرعة القضاء في سنة ٨٤ الى ان ولّي محمد بن سليمان الكاتب إمرة مصر فاعاد ابن عبدة الى القضاء وذلك في مستهلّ ربيع الاوّل سنة ٩٢ فسار سيرة جميلة وقرئ عهده بالجامع من قبل المكتفي فلمّا كان في العشر الاخير من جمادى الاولى منها امسك عن الحكم وسار صحبة محمد بن سليمان الكاتب الى العراق وذلك انه اخذ صحبته جميع وجوه اهل البلد الى العراق فاقام محمد بن عبدة بالعراق حتى مات. ويقال انه خرج في تجمّل زائد وكان يوصف بسعة الصدر وكثرة الجود والصدقة وكان ابو زرعة ايضا قد سافر وبقيت مصر بغير قاض الى ان قدم ابو عبيد بن حربويه في رجب سنة ٩٣ وكان مسير محمد بن سليمان في مستهلّ شهر رجب [سنة ٢٩٢ لثلاث خلون] منها. وعاش ابو عبيد الله بن عبدة الى سنة ٣١٣ فمات عن تسعين سنة
ابو زرعة محمد بن عثمان الدمشقيّ
عن رفع الاصر ص ١١٧ ب والتلخيص ص ٩٢
محمد بن عثمان بن ابراهيم بن زرعة بن ابراهيم الثّقفيّ مولاهم الشافعيّ الدمشقيّ قال ابن عساكر: ولي قضاء مصر في سنة ٢٨٤ في امارة خمارويه بن احمد بن طولون.
كذا قال وسيأتي ان الذي ولاّه هارون بن خمارويه. قال وروى عن [بياض في الاصل]