عمر بن الحسن بن عبد العزيز بن عبد الله بن عبيد الله بن العبّاس بن محمد بن العبّاس بن محمد بن عليّ بن عبيد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب الهاشميّ العبّاسيّ ولد سنة ٢٨٤ واشتغل بالفقه وعرف بمذهب الشافعيّ وكان اليه إمامة الجامع العتيق وإقامة الحجّ وإمامة الحرمين وولي القضاء نيابة عن اخيه محمد لما ولي قضاء بغداد والممالك (٨٨) وكان ذلك بعد صرف ابن وليد في رجب سنة ٣٣٦ فركب الى الجامع بالسواد ومعه القضاة والشهود والأمناء والاشراف ووجوه اهل البلد واستخلف على الاحكام ابا بكر الحدّاد فقرئ عهده في الجامع من قبل اخيه محمد بن الحسن وعهد اخيه من قبل الخليفة المطيع. وأضيف اليه قضاء الاسكندريّة والرّملة وطبرية واعمالها. وكان ابن الحدّاد يقضي في دار عمر بن الحسن يومي السبت والخميس وفي منزله يوم الاثنين واذا حجّ ركب ابن الحدّاد الى الجامع بطيلسان اسود ويشهد عنده الشهود وكان وجه الشهود يومئذ يحيى بن مكّي بن رجاء. فاتّفق انه شهد عنده شهادة في كتاب فقال له: قرأت هذا الكتاب من اوّله الى آخره او قرئ عليك. فقال: لا. وقال لرفيقه وهو [الحسن] بن ايّوب: فما تقول انت. قال: مثله.
فقال: اشهدوا بهذه الشهادة عند اصحاب الجميز
وجرى بين ابن وليد وبين الشهود وغيرهم في ولاية عمر هذا امور كثيرة وترافعوا الى امير البلد ابي القاسم بن الإخشيد والاستاذ كافور وادّعى عمر ان تحت يد ابن وليد اموالا كثيرة لا صاحب لها فاعتقله كافور فقام الهاشميّ [وسائر] وجوه الناس فشفعوا فيه حتى أطلق
واستقامت امور الهاشميّ وعدّل جماعة ورد شهادة آخرين وتصلّب في الاحكام وعفّ عن اموال الناس فلم يقبل لاحد هديّة ولا وجد احد عليه مطعنا بل اتلف مالا كثيرا لنفسه في امور القضاء حتى استقام له ثم ملّ منه واستعفى. وفي اثناء ذلك تولّى محمد بن صالح بن امّ شيبان قضاء القضاة ببغداد فاستخلف ابن وليد