كره [المرافقة] مع هلال بن بدر لانه شاب غرّ لا يعرف قدره فانا اصرف هلالا وأولّي احمد بن كيغلغ شيخ عاقل يعرف قدر القاضي. وكان ابن الحدّاد يلحّ عليه في قضاء ما اراده القاضي ابو عبيد فلا يريد ان ينصرف عن بغداد الاّ بمراده فقدّر ان صرف ابن الجرّاح عن الوزارة واستقرّ ابو الحسن بن الفرات وكان منحرفا عن ابي عبيد لانّه كان راسله في امر مهمّ له فامتنع من عمله لانّه كان لا يسوغ عنده فحقد عليه فلمّا وزر قيل له عن قصّة ابي عبيد فقال: اصرفوه. وارسل الى ابن مكرم الذي كان حينئذ قد ولي القضاء ببغداد بان يرسل الى مصر قاضيا بها فكتب الى عامل مصر حينئذ ومدبّر امرها وهو ابو الحسن محمد بن عبد الوهّاب يخبره بصرف ابي عبيد وان القضاء فوّض لابن مكرّم وصحبه كتاب ابن مكرم الى اربعة من اهل مصر منهم ابو جعفر الطحاويّ ان يختاروا منهم رجلا فيتسلّم القضاء من ابي عبيد ويحكم نيابة عن ابن مكرّم فارسل العامل الى الطحاويّ فناوله الكتاب فاشتهر امر الكتاب حتى بلغ ابا عبيد فامسك عن الحكم واجتمع القوم عند علان ابن سليمان فتشاوروا [فناب عنه ابو الذكر محمد بن يحيى بن مهديّ مائة يوم ثم استنيب عنه ابو محمد ابراهيم بن محمد الكريزيّ وعزل صاحب الترجمة عن بغداد في ١٥ سنة ٣١٣ في العشر الآخر من ربيع الاوّل وكانت ولايته في سنة ٣١١]
أبو الذكر محمد بن يحيى الأسوانيّ
عن رفع الاصر ص ١٣١ ب والتلخيص ص ١٠٢
محمد بن يحيى بن مهديّ بن هارون بن عبد الله بن هارون بن ابراهيم الأسوانيّ التمّار ابو ذكر بكسر المعجمة وسكون الكاف الفقيه المالكيّ من المائة الرابعة ولد في ربيع الآخر سنة ٢٥٥ وتعانى التجارة في التمر ويقال انه اصله من إخميم وسمع من محمد بن عمر الأندلسيّ واعتنى بالفقه فمهر فيه حتى كان المشار اليه في مذهب مالك بمصر واوّل من نوّبه ابو جعفر احمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة فانه فوّض اليه الفرض للنساء وتصدّى للتدريس والإفتاء