للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال ابن يونس: كان له بمصر قدر ومنزلة جليلة وهو الذي تسلّم القضاء من ابي عبيد بن حربويه لمّا انفصل من مصر وتولّى قضاء مصر عبد الله بن ابراهيم بن مكرم البغداديّ فارسل الى اربعة من اهل مصر ان يختاروا من اهل مصر من ينوب عنه فاختاروا ابا الذكر وكان ولايته لليلتين خلتا من ذي القعدة سنة ٣١١

قال ابن يونس: وكان جلدا وقد حدّث بشيء يسير وكان عابدا واصابه الباسور وكان يضعفه عن إدمان التعبّد وكانت له حلقة في جامع عمرو ويتناظر عنده الفقهاء من الفرس وغيرهم وكان يجلس للاشتغال بالعلم من الصبح الى الزوال ثم من بعد صلاة الظهر الى العصر. وذكره الشيخ اسحاق الشيرازيّ في طبقات الفقهاء بعد الحارث بن مسكين فقال: ومن دون هؤلاء ابو الذكر محمد بن يحيى المالكيّ قاضي مصر تفقّه على يوسف بن يحيى المغاميّ اخذ عنه ابو الطاهر محمد بن عبد الغنيّ

وقال الحسن بن زولاق: نظر في الاحكام وتصلّب في حساب الأمناء وكان من جملتهم ابن الحدّاد وكانوا قد تهيّئوا لتوديع ابي عبيد بن حربويه فمنعهم ابو الذكر وكان لهم عنده اموال سلّموها ثم أخرجوا وأسمعهم المكروه فتأخّروا ولو امكنهم الذهاب مع ابي عبيد الى العراق لفعلوا

فولي ابو الذكر القضاء الى يوم الخميس ثامن عشر صفر سنة ٣١٢ فوصل ابو محمد ابراهيم بن محمد بن عبد الله الكريزيّ من قبل ابن مكرم فباشر القضاء وكانت مدّة ولاية ابي الذكر ثلاثة اشهر وعشرة ايّام وعاد يتعاطى الشهادة مع الشهود ويشهد عند الكريزيّ الذي ولي بعده. ثم استنابه ابو جعفر بن قتيبة في الفرض فباشره ثم استنابه محمد بن بدر ايضا في الفرض فباشره وزاد بانه كان يحكم للمطلّقة ثلاثا بالسكنى والنّفقة عملا بمذهب مستنيبه تاركا لمذهبه في ذلك. ولمّا اعتلّ محمد بن بدر علّته التي مات فيها استخلف ابا الذكر في النظر في الاحكام فنظر الى ان مات فلما مات محمد بن بدر وذلك لثلاث بقين من شعبان امر الإخشيد امير مصر ابا الذكر ان ينظر في الاحكام فركب الى مسجد محمود لالتماس هلال رمضان على العادة وركب معه الشهود واعيان البلد وغيرهم من الناس. فلم يكمل عشرة ايّام حتى جاء كتاب الحسين بن عيسى باستخلاف الحسن (١٣٢) بن عبد

<<  <   >  >>