للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تراضوا فشكر له الامير ذلك (١)

وقال الطحاويّ: كانت لابي الجيش شهادة فامر باحضار الشهود وكان كلّما كتب كاتب شهادته يقرأها الامير ويكتب الشاهد «اشهدني الامير ابو الجيش خمارويه بن احمد بن طولون مولى امير المؤمنين على نفسه» فلما وصلت النوبة اليّ كتبت «شهدت على اقرار الامير ابي الجيش بن احمد بن طولون مولى امير المؤمنين اطال الله بقاءه وادام عزّه واعلاه» فلما قرأها قال للقاضي: من هذا. قال: كاتبي.

قال: ابو من. قال: ابو جعفر. فقال لي: وانت يا با جعفر فاطال الله بقاءك وادام عزّك و [ا] علاك

قال: واراد الطحاويّ ان يقاسم عمّه في ربع كان بينهما فحكم القاضي بالقسم وارسل الى ابي جعفر قال: تستعين به على ذلك

واتّفق إملاك عند ابي الجيش فحضر القاضي وابو جعفر فقرأ الكتاب وعقد النكاح فخرج خادم بصينيّة فيها مائة دينار وطيب فقال: كمّ القاضي. فقال القاضي: كمّ ابي جعفر. ثم خرج الى الشهود وكانوا عشرة بعشرة صوان والقاضي يقول: كمّ ابي جعفر [وألقيت] كلّها في كمّ ابي جعفر ثم خرجت صينيّة ابي جعفر فانصرف يومئذ بالف دينار ومائتي دينار سوى الطيب

قال ابن زولاق: ولم يزل محمد بن عبدة ينظر في القضاء وغيره مما فوّض اليه وهو يصطنع الناس وينفع كل من قصده الى ان قدّر قتل ابي الجيش فوصل تابوته الى مصر فصلّى عليه القاضي واستقرّ في إمرة مصر ولده جيش والقاضي مستمرّ على حاله الى ان خلع جيش ووقع الاختلاف والشغب (١١٧ ب) وقتل عليّ بن احمد الماذرائيّ وجماعة وثارت الفتنة وكان القاضي خرج ينظر فبلغه الخبر فرجع الى داره واغلق ابوابه واستتر مدّة طويلة وشغر القضاء. فعمد محمد [بن] ابّا خليفة هارون بن [ابي] جيش الى اصحابه فضيّق عليهم واعتقل الطحاويّ وطالبه بحساب الاوقاف واستمرّ


(١) وفي تاريخ الاسلام للحافظ الذهبيّ رواية عن ابن زولاق انه رأى من ابي الجيش خمارويه انكسارا فقال له: ما الخبر. فشكى اليه ضيق الحال واستيثار القواد بالضياع فخرج اليهم القاضي وهم في موضع من دار فائق وصافي وبدر وجماعة الخ

<<  <   >  >>