للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله الله ايّها القاضي كنّا نرجم. قال الخطيب: صاحب هذه القصّة هو ابو عبيد الله ابن [عبدة] بن حرب لا ابو عبيد بن حربويه فان ابا عبيد بن حربويه كان احد النّواب الأمناء الصادقين. قلت: لعله ظنّ انهما واحد وليس كذلك. ومن مناكيره ما اخرجه الخطيب في اماليه من طريقه عن ابراهيم بن الحجّاج عن حمّاد عن قتادة عن أنس رفعه: في الجنّة دار يقال لها دار الفرح لا يدخلها الاّ من يفرح الصبيان. قال الذهبيّ في الميزان: هذا انكره

واستكتب ابن عبدة ابا جعفر الطّحاويّ واغناه وكان مهيبا يرهبه الشهود ويلزمون مجلسه فاتّفق انه حضر المسجد الجامع فلمّا كان قرب انصرافه نظر الى شاهد لم يحضر فاستدعى به فقال: ما اخّرك. قال: شغل. قال: [كأنك] اشغل مني.

وامر به الى السجن ثم شفع فيه فاطلقه

ويقال (١١٧) انه بنى دارا عظيمة كان يدّعي انه صرف عليها مائة الف دينار ثم يقول: صرفت عليها هذا القدر سوى اصل ثمنها ودرهمي دينار والسعيد من قضى لي حاجة. يعني فيكون مصروفها ضعف ما ذكر

وكان ابو الجيش يجلّه ويعظّمه ويجري عليه كل شهر ثلاثة آلاف دينار وفوّض اليه مع القضاء النظر في المظالم والمواريث والاحباس والحسبة وله مجلس في الفقه يحضره الفقهاء من الحنفيّة والشافعيّة ومجلس للحديث يحضره الحفّاظ وكان يطعم الناس في داره واما في يوم العيد فلا يتأخّر عنه احد من وجوه البلد من فقيه ومتفقّه وشاهد وصاحب حديث ووجوه الكتّاب والقوّاد والتجّار وكان الطحاويّ يجلس بين يديه فاذا حضر الخصوم قال: من مذهب القاضي ايّده الله كذا ومن مذهب القاضي كذا. حاملا [عنه المئونة] وملقّنا له فاكثر من ذلك فأحسّ القاضي منه ببعض تيه فقال له: ما هذا الذي انت فيه والله لو ارسلت بقصبة فنصبت في حارتك [لترينّ] الناس يقولون: هذه قصبة القاضي فاحذر يا ابا جعفر

وكان القاضي قويّ النفس كثير الجراءة حتى ان ابا الجيش حصل له غيظ من اكابر جيشه فتوسّط بينهم القاضي الى ان انصلح الحال فشكره ابو الجيش. وكان في جملة ما قال لهم القاضي: انا اشدّ السيف والمنطقة فاحمل عن الامير. وما زال حتى

<<  <   >  >>