وكان ذلك في رمضان سنة ٤٧ وكان جوادا وقد مدحه ابو الطيّب المتنبّئ بالقصيدة التي اولها:
افاضل الناس اغراض لذا الزمن
[ومنها] قاض اذا التبس الامران عنّ له … رأي يفرّق بين الماء واللبن
وذكر ابن زولاق في ترجمة ابيه عبد الله بن محمد انه كان يباشر معه القضاء وانه كان كثير التزوير وانه زوّر عهدا عن المطيع لابيه وشاع عن الخصيبيّ انه قال:
العمل لولدي وانما انا معين له. وكان الخصيبيّ يوقّع بيده وبخط ابيه توقيعات ويختمها ويكتب في عنوانها «محمد بن عبد الله» ثمّ استبدّ بالانكحة وتقدّم الى كتّاب الشروط ان لا (١١٤ ب) يكتبوا الاّ للقاضي «محمد بن عبد الله» وامتدّت يد الابن فعزل وولّى حتى كان هو المستقلّ بالامر وليس لابيه الاّ الاسم في الغالب وكان اذا بلغه ان احدا سعى في قضاء مصر دبّر عليه المكايد واحتال عليه بكل حيلة الى ان يبالغ في أذاه. فبلغه ان احمد بن ابراهيم الأندلسيّ احد العدول بمصر سعى من بغداد فدبّر عليه مكيدة عند كافور حتى قبض عليه وهمّ بقتله وكذلك صنع بابي بكر محمد بن طاهر النقيب ولولا ان ابا جعفر مسلما العلويّ توسّط في امرهما لهلكا. ثم زاد امر الولد في مخالفة ابيه حتى تباينا وتعاديا وتعاندا في كل شيء حتى كان الاب اذا قرّب احدا ابعده ابنه وبالعكس. وانقطع الابن الى كافور وتولّى له عمارة داره وقال له: انا البس الدرّاعة ولا أريد القضاء. ووقع الإرجاف بمصر بوصول توقيع الأندلسيّ من بغداد فاتّفق ان مات ووصل التقليد بعد موته بخمسة ايام وكذلك اتّفق لمحمد بن طاهر المذكور من فجأة الموت لكن لم يرد له توقيع وكان موت احمد بن ابراهيم سنة ٤٢ وموت محمد بن طاهر سنة ٤٦ وقال ابن زولاق: ان الابن كان في الغاية من قلّة الدين وصفاقة الوجه
قلت: وقع لابن عساكر في تاريخه الكبير مع سعة اطّلاعه في ترجمة الخصيبيّ هذا تقصير امير [؟] فانه قال ما نصّه: محمد بن عبد الله بن الخصيب ولي قضاء دمشق نيابة عن ابيه عبد الله بن محمد وكان ابوه يلى القضاء عليها من قبل المطيع لله ابي