وكتب في ذي القعدة سنة ٧٨ الى الجامع العتيق فاجتمع الشهود ووعظ الزوج فابى الاّ اللعان فلاعن بينهما ثمّ فرّق بينهما
ثم استخلف ولده عبد العزيز في الحكم وكان ينظر كل اثنين وخميس. وفي اوّل سنة ٨١ عدّل جماعة من الاشراف. وفي صفر سنة ٨٢ رتّب رجلا جعفريّا بالجلوس في الجامع في الفتوى على مذهب اهل البيت فشغب عليه الفقهاء من اهل الجامع فبلغ [هـ] ذلك فقبض على بعضهم وطوّف بثلاثة منهم على الجمال
وعلت منزلة القاضي عبد العزيز وقطع النزول الى الجامع ونظر في الحكم في داره ولم يكن احد يخاطبه الاّ بسيّدنا فلمّا توفّي العزيز سكن محمد بن النعمان في داره بالقاهرة ورتّب ابنه عبد العزيز كل اثنين وخميس ينظر في الاحكام بمصر
قال ابن زولاق: ما شهدنا لقاض من القضاة بمصر ما شاهدناه لمحمد بن النعمان ولا بلغنا ذلك عن قاض بالعراق وكان مع ذلك مستحقّا لما هو فيه من العلم والصيانة (١٣٠) والتحفّظ والهيبة واقامة الحقّ. وفيه يقول ابو عبد الله السمرقنديّ:
وحيد في فضائله غريب … خطير في مفاخره جليل
تألق بهجة ومضى اعتزاما … كما يتألّق السيف الصقيل
ويقضي والسّداد له حليف … ويعطي والغمام له زميل
اذا ركب المنابر فهو قسّ … وان حضر المشاهد فالخليل
قال المسبّحيّ: وله نظم كثير ليس بالقويّ فمن اجوده
ايا مشبه البدر بدر السما … لسبع وخمس مضت واثنتين
ويا كامل الحسن في نعته … شغلت فؤادي واسهرت عيني
فهل لي في فيك من مطمع … والاّ انصرفت بخفّي حنين
قال: وفي ولايته رجم رجلا خيارا اصاب امرأة علويّة من زناء وكان رجمه بسوق الدوابّ بقرب الجامع الطولونيّ وذلك سنة ٩٢
قال: ولمّا حصل له التمكّن الزائد وعلت رتبته لزمته الامراض كالنقرس والقولنج وكان اكثر ايّامه عليلا وولده عبد العزيز ينظر في الاحكام ويسجل في دار ابيه وغيرها. وكان برجوان يعوده في كل خميس مع عظمة برجوان قال: وكان فيه