[٧٣] بايعه الجند يوم الثلاثاء لأربع خلون من شهر ربيع الأول سنة إحدى ومائتين فجعل على شرطه أبا بكر بن جنادة بن عيسى المعافري ثم عزله وولى عباس بن لهيعة بن عيسى الحضرمي
وانتهب الجند منزل السري فهرب منهم فلجأ إلى دار عسامة بن عمرو ثم سيره سليمان بن غالب بن جبريل إلى إخميم من صعيد مصر فكتب السري إلى بني مدلج فلحقوا به هم وكثير من الناس وأقبل السري سائرا فيهم إلى الفسطاط فبلغ ذلك سليمان بن غالب فبعث إليه بجيش فالتقوا بقمن فحاربوه فانهزم السري وأسر هو وابنه ميمون فأمر سليمان بردّهما إلى إخميم وقيدهما وسجنهما وكانت هذه الوقعة في جمادى الأولى سنة إحدى ومائتين. قال معلى الطائي:
إذا شن في أرض سليمان غارة … أثار بها نقعا كثير المصائب
ألم تر مصرا كيف داوى سقيمها … على حين دانت للعدو المناصب
حماها ولولا ما تقلد أصبحت … حبيسا على حكم القنا والمقانب
قال واستفسد سليمان بن غالب أهل خراسان وقدم عليهم أتباعه وبطانته ففسدوا عليه وتنكروا له وهم سليمان بالفتك فيهم ليقوى أمره فألب عباد بن محمد عليه فخلعوه وقام بالأمر عليّ بن [٧٣ ب]