للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من ذوي الرأي والبأس (١) إلا ما غلب عليه من أمر الفتنة فكان معاوية وعمرو جاهدين أن يخرجاه (٢) من مصر فتغلب على أمرها وكان قد امتنع منهما بالدهاء والمكايدة فلم يقدرا على أن يلجا مصر حتى كاد معاوية قيسا من قبل علي فكان معاوية يحدث رجالا من ذوي الرأي من قريش فيقول: ما ابتدعت (٣) من مكايدة قط أعجب إلي من مكايدة كدت بها قيس بن سعد حين (٤) امتنع مني قيس قلت لأهل الشام: لا تسبوا قيسا ولا تدعوا إلى غزوه فإن قيسا لنا شيعة تأتينا كتبه ونصيحته ألا ترون ماذا يفعل بإخوانكم النازلين عنده بخربتا يجري عليهم أعطياتهم وأرزاقهم ويؤمن سربهم ويحسن إلى كل راكب يأتيه منهم قال معاوية: وطفقت اكتب بذلك إلى شيعتي من أهل العراق فسمع بذلك جواسيس علي بالعراق فانهاه إليه محمد بن أبي بكر الصديق وعبد الله بن جعفر فأتهم [٩] قيسا فبعث إليه يأمره بقتال أهل خربتا وبخربتا يومئذ عشرة آلاف فأبى قيس أن يقاتلهم وكتب إلى علي أنهم وجوه أهل مصر واشرافهم واهل الحفاظ وقد رضوا منّي بان أؤمّن سربهم وأجري عليهم أعطياتهم وأرزاقهم وقد علمت أن هواهم مع معاوية فلست مكايدهم بأمر أهون من الذي أفعل بهم وهم أسود العرب منهم بسر بن أبي أرطاة ومسلمة بن مخلد ومعاوية بن حديج فأبى عليه إلا قتالهم فأبى قيس أن يقاتلهم وكتب إلى علي:

إن كنت تتهمني فاعزلني وابعث غيري. فبعث الاشتر


(١) في الاصل: من الناس والتصحيح من تاريخ الطبري
(٢) في الاصل: يخرجا
(٣) في الاصل: ابتدعته
(٤) في الاصل: حتى والتصحيح من الخطط (ج ١ ص ٣٣٦)

<<  <   >  >>