للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بلعنه على المنابر فلعن عليها وكان مما يلعن به: اللهم العنه [١٠٣] لعنا يفل حده ويتعس جده وأجعله مثلا للغابرين إنك لا تصلح عمل المفسدين

ثم مضى أحمد بن طولون إلى طرسوس من دمشق فلما صار بالمصيصة (١) بعث بوجوه من معه إلى يازمان الخادم يدعوه إلى طاعته والدعاء له ويعطيه أمانا على ما أسلفه فلم يجبه يازمان إلى شيء مما سأل فزحف أحمد بن طولون إلى أذنة ثم إلى طرسوس فوجد يازمان قد تحصن بها ونصب المجانيق على سورها فنزل أحمد بن طولون بجيوشه عليها في شدّة من البرد وكثرة من الأمطار والثلوج فأرسل يازمان الماء على عسكر أحمد بن طولون من نهر البردان فغرق عسكره ولم يكن لابن طولون مقام فرحل عنها ليلا ورجع إلى أذنة فأقام بها (٢). وقال محمد بن داود لأحمد:

بغى على الثغر وأزرى به … بغي أبي القصد نفاج

وسار كي يجتث آثارهم … من سفل الناس بأفواج

واستنصر القوم على بغيه … بكل صافي القلب ضجاج

وكل ماضي الحد ذي رونق … ومحكم التثقيف بعاج

فاستعمل الملعون أدراجه … منهزما أخبث إدراج

فكيف قاتلت أسود الشرى … أولي الزّماجير بإنهاج


(١) قال البكري ان المصيصة بكسر اوّله: ومنع من الفتح وقد ورد في المكتبة الجغرافية مفتوحا اوّله كما في تاريخ الطبري وكسره فيها اكثر وقول القاموس انه كسفينة اي مخفف ثانيه مخالف للجمهور
(٢) في الاصل: فقام

<<  <   >  >>