للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ابن حمدون وهو إذ ذاك من وجوه أصحاب محمد بن سليمان فأخبروه بمقتل هارون وسألوه أخذ الأمان لهم وحرّ كوه على المسير إلى الفسطاط وأقبل محمد بن سليمان حتى نزل جرجير فوافاه بها كتاب طغج بن جف بالسمع والطاعة ونزل محمد بن سليمان العبّاسة فلقيه بها طغج في ناس من القواد كثير فساروا لسيره إلى الفسطاط وأقبل دميانة بمراكبه إلى ساحل الفسطاط فنزل به سلخ صفر سنة اثنتين وتسعين وعسكر شيبان (١) يوم الأربعاء مستهل ربيع الأول بعين شمس فأتاهم محمد بن سليمان فمضى إليه عامة أصحاب شيبان يسألونه أمانهم فلما رأى شيبان ذلك أرسل إلى محمد بن سليمان في أمانه وأمان إخوته وأهله فآمنهم

وخرج شيبان ليلة الخميس لليلة خلت من ربيع الأول سنة اثنتين إلى محمد بن سليمان وانصرف عسكره كله ثم دخل محمد بن سليمان الفسطاط وكانت ولايته عليها اثني عشر يوما

[١١١ ب] ثم دخل محمد بن سليمان الكاتب يوم الخميس لمستهل ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين ومائتين فأمر بإحراق القطائع فأحرقت ونهب أصحابه الفسطاط يومئذ فركب محمد بن سليمان فطافها وأطلق من في السجون وسكن الناس ودعا من الغد على المنبر لأمير المؤمنين المكتفي بالله وحده وصرف موسى بن طونيق عن الفسطاط يوم الجمعة لليلتين خلتا من ربيع الأول وجعل محمد بن سليمان مكانه رجلا من


(١) في الاصل: سفيان

<<  <   >  >>