في جمع من القواد ثم خرج ابن عمرون على مقدمة تكين إلى الجيزة وخرج تكين في جيوشه إلى الجيزة فعسكر بها وسار حباسة من الإسكندرية فعسكر بمشتول (١) فنودي بالنفير في الفسطاط [١١٩ ب] يوم الثلاثاء لعشر بقين من جمادى الآخرة فلم يتخلف عن الخروج إلى الجيزة أحد من الخاصة والعامة ثم انصرفوا عشيا ولم يكن لقاء ثم نودي بالنفير من الغد يوم الأربعاء فخرج الناس أيضا ثم لم يكن لقاء ثم نودي يوم الخميس فخرج الناس خروجا لم ير مثله قط في الاجتماع والنشاط وحسن البصيرة وأتاهم حباسة في جيشه يومئذ فيما بين الظهر والعصر فالتقوا وكثرت القتلى منهم وقتلت رجاله حباسة كلهم ثم من الله وله الحمد بهزيمتهم ومنح أهل مصر أكتافهم ومضوا على وجوههم هاربين ورأوا من اجتماع الناس ونصر الله ما لم يسمع بمثله ومضى جمع من الرعية فاتبعوهم وعبروا خلفهم خليج بوهه واختلط الظلام فخرج عليهم كمين لحباسة بعد المغرب فاقتطع طائفة منهم فقتل منهم يرحمهم الله نحوا من عشرة آلاف وأصبح الجند يوم الجمعة على مصافهم بالجيزة ثم نودي بالنفير يوم الجمعة صلاة المغرب فاضطرب الناس لذلك اضطرابا شديدا وخرجت الرعية إلى الجيزة ليلتهم كلها كخروجهم بالأمس ثم عادوا إلى الفسطاط في غداة يوم السبت ولم يكن لقاء. قال نافع بن محمد بن عمرو:
ألا شق جيب الصبر إن كنت موجعا … ولا يلف لاح فيك للعذل مطمعا