السعدي قال: قال أحمد بن يحيى بن وزير: فدعا البكري أهل الحرس بقضية العمري لهم فأتوه بها وتوهموا أنه يزيدهم شهودا فأخرج البكري مقراضا من تحت مصلاه فقطع [١٨٦ ب] قضية العمري وقال لهم:
العرب لا تحتاج إلى كتاب من قاض إن كنتم عربا فليس ينازعكم احد.
فقال معلّى الطائيّ:
يا بني البظراء موتوا كمدا … واسخنوا عينا بتخريق السجل
لو أراد الله أن يجعلكم … من بني العباس طرا لفعل
لكن الرحمن قد صيركم … قبط مصر ومن القبط سفل
كيف يا قبط تكونوا عربا … ومريس أصلكم شر الجيل
حدثنا محمد بن يوسف قال: حدثني أحمد بن داود عن ابن أبي المغيرة عن ابن وزير وحدثنا محمد بن يوسف قال: حدثنيه عمرو بن حفص عن ابن قديد عن علي عبد الرحمن عن ابن بكير قالا: فأمر البكري بإقامة البينة*عنده فحضر أهل مصر (١) منهم عبد الله بن وهب وسعيد بن أبي مريم وسعيد بن عفير وناس كثير من أهل القناعة والعدالة فشهدوا عند البكري أن أهل الحرس من القبط وأن العمري قضى فيهم بجور فنقض البكري قضية العمري فيهم وأشهد على قضائه بردهم إلى أصلهم من القبط. قال يحيى الخولاني:
اشكروا لله على إحسانه … فله الحمد كثيرا والرّغب
(١) في الاصل «فحصر» بدل «فحضر» وجاءت هذه العبارة في التلخيص: عنده على بطلان دعوى اهل الحرس بمحضر من اهل مصر