أخبرني إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم بن تميم أن النيل كان توقف فاستسقى أهل مصر وحضر ابن أبي الليث الاستسقاء فوثب المصريون بسبب غلاء القمح وأخذوا قلنسوته فلعبوا بها بعد ما فعل بقلانس أهل مصر بثمانية أيام
حدثني ابن قديد أن الحارث بن مسكين أقام بالعراق من سنة سبع عشرة ومائتين إلى سنة اثنتين وثلاثين ومائتين فقدم إلى مصر وبها محمد بن أبي الليث على القضاء وتوفي حمدون بن عمر بن إياس في سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وهو [٢٠٨ ب] ابن أخت محمد بن أبي الليث فحضر الحارث بن مسكين جنازته وأطال الجلوس على باب داره فشكر له ذلك محمد بن أبي الليث واجتمع إلى محمد بن أبي الليث أصحابه فقالوا: لا بد من امتحان الحارث. فقال لهم: أليس الحارث قدم من العراق.
قالوا: بلى. قال: فالسلطان هناك لم يمتحنه أفنمتحنه نحن اسكتوا عن هذا
أخبرني ابن قديد [قال]: حدثني موسى بن الفضل بن فرحان قال: كان ابن ابي دواد يكتب إلى ابن أبي الليث يوصيه بالحارث بن مسكين
أخبرني ابن قديد عن يحيى بن عثمان قال: قدم يعقوب بن إبراهيم الذي يقال له قوصرة قدم في ربيع الأول سنة خمس وثلاثين واليا على بريد مصر وأمر بالنظر هو وحسن الخادم الذي يقال له عرق (١) وابن أبي الليث في الأموال التي ذكرت عند بني عبد الحكم وزكريّاء بن يحيى
(١) في الاصل: عرق. وسمي في تاريخ الطبري (ج ٣ ص ١٨٤١) الحسين الخادم عرق الموت