بامره فاكترى له دارا سكنها. ودخل عليه اصحاب الحديث يسألونه ان يحدّثهم فقال: ما معي الاّ كتب ابي وانا احفظها فان شئتم سردتها عليكم. وكان يحفظها كما يحفظ السورة من القرآن (ويقال ان والده حفظها له في اللوح) وهي احد وعشرون كتابا وهي: مشكل القرآن. ومعاني القرآن. وغريب الحديث. واختلاف الحديث وعيون الاخبار. والمعارف. والتعبير. [والتسوية]. والانواء. وطبقات الشعراء.
وكتاب العرب والعجم واصطلاح اللفظ. وادب الكاتب. ومعاني الشعر والابنية والقرآن. والمسائل في النحو. وكتاب في الفقه. (١) فلما عرف الناس ذلك قصدوه [فرأى] مجلسه غاصا بفنون الناس ممن يطلب العلوم والآداب. وقصده ابو جعفر احمد النحّاس واحمد بن محمد بن ولاّد وابو غانم المظفّر بن احمد ووجوه البلد
قال ابن زولاق: وكان ابو بكر بن احمد بن مروان الدينوريّ يعني صاحب المجالسة قدم الى مصر قديما فحدّث بكتب ابن قتيبة عنه في جملة ما حدّث به ثم سافر الى أسوان قاضيا فاقام بها طويلا فلمّا ولي ابن قتيبة القضاء كتب اليه ابو الذكر: اني خاطبت القاضي فوعدني بانفاذ العهد اليك ثم بلغه انك حدّثت بكتب ابيه عنه فقال: «اني اعرف كل من كتب عن ابي فليذكر لي علامة اعرفها» قال:
فكتب اليه بعلامات فعرفها قال بن مروان: سخّمت وجهه فيها (قال) فكتب اليّ «ما عرفتك فأعذرني» واسند [انفذ؟] له العهد. وكان من جملة كتاب ابن مروان:
اعرفه في حياة ابيه صبيّا يمشي حافيا ويلعب بالجمار مع العيّارين
فباشر ابن قتيبة القضاء ثلاثة اشهر وقيل اربعة وسبعين يوما ثم صرف بعزل ابن ابي الشوارب وأعيد ابو عثمان بن حمّاد وعاش ابن قتيبة بعد ذلك حتى توفّي بمصر في شهر ربيع الاول سنة ٣٢٢ وارّخه مسلمة بن قاسم في سابع الشهر المذكور وفيها ارّخه ابن يونس لكن وقع في كلامه انه مات وهو قاض وقول ابن زولاق اولى
قال ابن زولاق في سيرة جوهر: دخل ابو احمد عبد الواحد بن احمد بن عبد الله بن قتيبة على جوهر فقال: ابو [ن اما]؟ وليد بن قتيبة. فاجابه وهو واقف بين يديه: ايّ
(١) زاد في تاريخ الاسلام كتاب اعلام النبي وكتاب الرؤية