للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بن العاص تاجرا في الجاهلية وكان يختلف بتجارته إلى مصر وهي الأدم والعطر فقدم مرة من ذلك فأتى الإسكندرية فوافق عيدا لهم يجتمعون فيه ويلعبون فإذا هموا بالانصراف اجتمع أبناء الملوك وأحضروا كرة (١) لهم مما عملها حكماؤهم فتراموا بها بينهم وكان من شأنها المتعارف عندهم من وقعت في حجره ملك الإسكندرية أو قالوا ملك مصر فجعلوا يترامون بها وعمرو في النظارة فسقطت الكرة في حجره فعجبوا لذلك وقالوا ما كذبتنا هذه الكرة [٣] قط إلا هذه المرة وأنى لهذا الأعرابي يملك الإسكندرية هذا والله لا يكون. ثم ضرب الدهر حتى فتح المسلمون الشام فخلا عمرو بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب فاستأذنه في المضي إلى مصر وقال: إني عالم بها وبطرقها وهي أقل شيء منعة وأكثر أموالا. فكره أمير المؤمنين الإقدام على من فيها من جموع الروم وجعل عمرو يهون أمرها وقد أمر أصحابه أن يتسللوا بالليل ثم أتبعهم فبعث إليه أمير المؤمنين:

كن قريبا مني حتى أستخير الله. وذلك في سنة تسع عشرة

وأخبرني أبو سلمة أسامة التجيبي قال: كتب إلي محمد داود بن أبي ناجية بذلك. وحدثني علي بن الحسن بن خلف بن قديد الأزدي عن عبيد الله بن سعيد الأنصاري عن أبيه قال: أخبرني ابن لهيعة (٢) عن يزيد بن أبي حبيب أن عمرو بن العاص كان بفلسطين على ربع من أرباعها


(١) في الاصل: كوره في هذا الموضع فقط
(٢) لهيعة هكذا في التهذيب وفي القاموس وفي الوفيات والنسخة القديمة من تاريخ ابن عبد الحكم المحفوظة بالمتحف البريتاني رجّحناه لما عرف به من الضبط الصريح وطريقة الاصل فيه التصغير ابدا كما في عدّة كتب غيره كفضائل مصر وفتوح البلدان للبلاذري

<<  <   >  >>