عنده شدّة بأس وعجرفة فرفع امره الى القاضي فانفذ اليه رسولا فاهانه فرفع الامر للحاكم فامر باحضار الكتاميّ مسحوبا الى القاضي [ب] مصر ثم أحضر الى القاهرة ماشيا وألزم بالخروج ممّا عليه
وامره الحاكم بالنظر في المساجد وتفقّد اوقافها وجمع الريع وصرفه في وجوهه ففعل ذلك وبالغ فيه وافرد لذلك شاهدين يضبطانه
وزوّج القاضي ولديه بابنتي لقائد فضل بن صالح وكان الإملاك بالقصر على صداق اربعة آلاف دينار انعم الحاكم بها من بيت المال فخلع عليهما ثوبان مثقلان وستّة عشر قطعة من الثياب الملفوفة وحملا على بغلتين مسروجتين وقيد بين يديهما مثل ذلك
وتصلّب القاضي في احكامه وارتفعت كلمته وتقرّر في جميع اهل الدولة وتقدّم الى جميع الشهود ان من يتخلّف عن البكور الى حضور المجلس كل اثنين وخميس ألزم بغرم ثقيل. وسأله خليفته في الحكم مالك بن سعيد ان يستخلف الخليل بن الحسن بن الخليل عنه اذا طرقه امر فمنعه من الركوب او التوجّه الى مجلس الحكم فاذن له ولم يعهد ذلك لغيره ان النائب يستنيب عنه في المدينة]
(٧٣ ب) وذكر المسبّحيّ في تاريخه في حوادث سنة ٣٩٧ ما حاصله: ان عليّ ابن سليمان المنجّم وكان من خواصّ قائد القوّاد الحسين بن جوهر اخبره ان القاضي زار الحسين بن جوهر القائد في داره يوم احد من صيام النصارى وكان عنده ابو الحسن الرسّي (٧٤) والمنجّم ومن يخدمهم فدخل الغلام وقال: ابو يعقوب بن نسطاس الطبيب بالباب. فاذن له فدخل وهم على المائدة فاظهروا السرور به فاحضر له عدّة الوان ثم رفعت المائدة وقدّم الشراب وما يلائمه من الفاكهة والمشروب فاقبلوا على عملهم الى ان سكروا فامّا القاضي فانصرف ونام القائد والرسّيّ واستمرّ ابو يعقوب الطبيب بالطارمة التي كان بناها في ذلك المكان وهي تطلّ على نهر كبير يشرب ويطرب الى ان غلب عليه السكر فخرج وطلب بغلته فقدّم له بغلة الرسّيّ فامتنع من ركوبها فسأله الخدم ان يعود الى مكانه الى ان تحضر بغلته فرجع الى المكان الذي فيه الرسّيّ فناء الى جانبه فقام احد الفرّاشين فرفع الستارة فتفقّدهما فرأى