ولابي العبّاس رواية عن ابيه عن جدّه وروى ايضا عن ابي بكر محمد بن جعفر بن اعين وابي بشر الدولابيّ وابي جعفر الطحاويّ وابراهيم بن احمد بن سهل الترمذيّ ومحمد بن الحسين البخاريّ صاحب حرمت (كذا) ابن ابي الورقاء وأسامة ابن احمد بن اسامة والقاسم بن جعفر بن محمد البصريّ ومحمد بن محمد بن الاشعث (٢٠ ب) واحمد بن عليّ بن شعيب [المدائنيّ] وغيرهم وله مصنّف حافل في مناقب ابي حنيفة واصحابه. روى عنه القضاعيّ الكتاب المذكور وحدّث به السلفيّ عن الرازيّ عن القضاعيّ
ومن الحوادث التي وقعت لابن ابي العوّام ان حمزة اللبّاد الزوزنيّ الملحد الذي ادّعى ان روح الاله حلّت في الحاكم ركب في جمع من اصحابه الى ان دخل الجامع العتيق معلنين بكفرهم فتقدّم منهم ثلاثة الى [محضرة] القاضي فناول احدهم القاضي رقعة يأمره فيها الزوزنيّ بالدعاء الى مقالته وكان الزوزنيّ استعجل امره حتى كان يساير الحاكم اذا ركب ويخلو به فقال له القاضي: حتى ادخل الى مولانا واسمع كلامه. فلم يقنع منه بالجواب واطال معه الكلام في ذلك فثار العامّة بالرجل فقتلوه ثم قتلوا رفيقه وتتّبعوا من كان على مقالتهم فقتلوهم في الطرقات.
فبلغ ذلك الحاكم فشقّ عليه وامر بتحريق مصر وكان في ذلك ما اشتهر
وكان ابن ابي العوّام اوّل من نقل دواوين الحكم الى الجامع وكانت قبله تكون عند القاضي ثم تنقل اذا مات او عزل الى دار الذي يلي بعده. فاتّخذ ابن ابي العوّام مقرّها في بيت المال بالجامع وكان على من يكون قاضيا اذ ذاك في شهر رمضان ان يصعد المنبر يوم الجمعة ويصلح مظلته ويكبّر خلف الخليفة او وليّ عهده وهو اذ ذاك [عبد الرحيم بن الياس] واقطع الحاكم هذا القاضي تلبانة وهي ضيعة معروفة بمصر وكتب له بذلك سجلاّ
وفي سنة ٤٠٩ جلس ابن ابي العوّام وقد امر باحضار الشهود وكانوا الفا وخمسمائة فاسقط منهم في يوم واحد اربعمائة فتظلّموا للحاكم فقال: الذي عدّلكم هو الذي اسقطكم
وفي صفر سنة ٤١٠ [بياض بالاصل] ولما ولي الظاهر بن الحاكم اقرّ ابا العبّاس على القضاء