[المبحث الرابع: الحياة الأسرية لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة]
[أولا: التعريف بأمهات المؤمنين المتفق عليهن]
...
[المبحث الرابع: الحياة الأسرية لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة]
استقر رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة، وأحضر أبناءه، وزوجته سودة من مكة، وتمت هجرة المؤمنين جميعًا وصارت الأمة مهيأة لانطلاقة الإسلام الكبرى، وتعددت مهمات النبي صلى الله عليه وسلم، فهو في بيته مع زوجاته، وأبنائه، زوجًا، وأبًا، وموجهًا، ومع سائر الناس داعيًا إلى الله بإذنه، وسراجًا منيرًا.
وقد وفى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكل ما كلف به، حتى صار الأسوة الكاملة في كل مجال يحتاج له الناس، وفي هذا المبحث سأتناول الجانب الأسري لرسول الله صلى الله عليه وسلم فهو ألصق بسيرته صلى الله عليه وسلم مع رد الافتراءات الموجهة ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم في تعدد زوجاته وذلك فيما يلي:
[أولا: التعريف بأمهات المؤمنين المتفق عليهن]
أجمع المؤرخون وعلماء السيرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج إحدى عشرة امرأة، مات عن تسعة منهن، واختلفوا فيما فوق هذا العدد.
وسأورد تعريفًا موجزًا بأمهات المؤمنين المتفق على أنهن زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أجمل أسماء المختلف فيهن زواجا أو خطبة أو غير ذلك فيما يلي:
الزوجة الأولى: خديجة بنت خويلد رضي الله عنها
هي خديجة بنت خويلد القرشية من بني أسد بن عبد العزى، تلتقي مع رسول الله في جده "قصي" تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم قبل الإسلام مع أنها تكبره بخمسة عشر عامًا١.
وكانت خديجة رضي الله عنها خير معاشر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت له نعم الزوجة يصور ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول عنها: "ما أبدلني الله خيرًا منها، آمنت بي إذ كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس
١ انظر الكتاب الثاني من السلسلة ص٢٣٧.