وقعت هذه الغزوة عند ماء يعرف بماء "قرد" قريبًا من المدينة المنورة، وسببها أنه كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم عشرون ناقة ذوات لبن، ترعى بالغابة حول الماء، ومعها راع وزوجته، فأغار عليها عيينة بن محصن الفزاري فقتل الراعي، وسبى المرأة، واستولى على اللقاح العشرين، فلما رآهم سلمة بن الأكوع السلمي عاد، وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاح في المسلمين بما وقع.
فلما وقعت الصيحة بالمدينة كان أول من أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفرسان المقداد بن عمرو، ثم عباد بن بشر الأشهلي، وأسيد بن حضير أخو بني حارثة، وعكاشة بن محصن، ومحرز بن نضلة الأسدي الأخرم، وأبو قتادة الحارث بن ربعي، وأبو عياش عبيد بن زيد بن صامت الزرقي، فلما اجتمعوا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم سعيد بن زيد من بني عبد الأشهل، وأعطى صلى الله عليه وسلم فرس أبي عياش معاذ بن معاص، وكان أحكم للفروسية من أبي عياش وسار النبي صلى الله عليه وسلم معهم حتى واجه المشركين.
وكان أول من واجه المشركين محرز بن نضلة الأخرم فقتلوه رحمه الله، ولحق أبو قتادة بقاتله فقتله، وولى المشركون منهزمين، وتركوا خلفهم لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ماء يقال له "ذو قرد" استرد إبله ونحر ناقة من لقاحه المسترجعة، وأقام صلى الله عليه وسلم يومًا وليلة، ثم رجع إلى المدينة، وصلى النبي صلى الله عليه وسلم بالمسلمين صلاة الخوف لأول مرة عند "ذي قرد" يقول ابن عباس رضي الله عنه: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القبلة، وصف طائفة خلفه، وطائفة مواجهة العدو، فصلى بالطائفة التي خلفه، ركعة