[المبحث الأول: ضرورة بناء الأمة الإسلامية [قاعدة الدعوة]]
[مدخل]
...
المبحث الأول: ضرورة بناء الأمة الإسلامية "قاعدة الدعوة"
الإسلام دين الله تعالى أنزله للناس ليسعدوا به، وكلف المسلمين أن يقوموا بالدعوة إليه وأداء الأمانة التي حملهم الله بها.
وقضية الدعوة ليست أمرًا سهلا لأنها تتعامل مع عديد من الناس اختلفت عقائدهم، وتباينت اتجاهاتهم، وتعارضت أمانيهم وخياراتهم, ولذلك فهي مسألة صعبة تحتاج إلى الإعداد والاستعداد.
ففي الكتاب الثاني من هذه السلسلة بينت نظرة الإسلام للإنسان واهتمامه به وتوضيح أركان الإسلام وغاياته من خلال الركائز المستفادة من السيرة في مكة.
وهنا أحاول بيان ما يستفاد من المرحلة المدنية.
بينت المرحلة المدنية أهمية اعتماد الدعاة في حركتهم على قاعدة صلبة، وقوة يقظة, وقد تمثل ذلك في نشوء دولة الإسلام في المدينة المنورة بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم, لقد قامت الدعوة في مكة على جهود فردية، وتضحيات نفر قليل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسط عداوات أهل مكة، ومباشرتهم الأذى والاضطهاد لكل من أسلم؛ ولذلك مضت مدة طويلة أسلم فيها عدد قليل عاشوا خلالها حالة من الخوف والاضطهاد.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحاول إيجاد القاعدة القوية لانطلاق الإسلام فعرض نفسه على القبائل وعلى أهل الطائف ليعيش معهم ويؤمنوا بالإسلام، ويحمونه بما يحمون به أنفسهم وأهليهم فلم يستجيبوا له, فلما استجاب له أهل المدينة وبايعوه عند العقبة هاجر وأصحابه إليهم، وأسس دولة الإسلام في المدينة، وبذلك بدأت حركة الدعوة ولها قوة وتأثير.