للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثالث: أهمية التطابق بين المسلم والإسلام]

[مدخل]

...

[المبحث الثالث: أهمية التطابق بين المسلم والإسلام]

من القضايا ذات التأثير الكبير في حركة الدعوة إلى الله تعالى وجود الإسلام في حياة الناس أفرادًا وجماعات لأن الإنسان يرى أول ما يرى في الغير عمله، ويسارع في تصوره والحكم عليه بعد ذلك, ويربط دائمًا بين العمل وبين شخصية القائم به.

إن الإنسان دائمًا تحركه نفسه، وتوجهه قناعته، وتتحكم فيه عقيدته وديانته.

ومن هنا كانت دلالة العمل على المنطق الفكري لصاحبه.

إن الجاد في الكسب والربح هو التاجر الذي يقوم بالبيع والشراء.

والمثقف الحر يعشق حرية الناس، ويعمل على نشرها وتحقيقها لغيره.

وحين نرى إنسانًا يصلي في المسجد فهو مسلم.

والمتخصص في الحرب والدفاع جندي يعيش بين المدفع والصاروخ.

إن دلالة العمل على فكر صاحبه، وثقافته حقيقة ثابتة وفي الإطار الإسلامي يجب أن يتاطبق عمل المسلم مع توجيهات دينه، وتعاليم ربه ليكون مسلمًا.

إن الإسلام جاء للتطبيق والله تعالى يقول: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ} ١.

ويقول تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} ٢.

ويقول سبحانه: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} ٣ ولقد برزت الأمة الإسلامية في عصرها الأول بصورتها الواجبة حيث كان الجميع صورة صادقة للإسلام، لدرجة أن من تأمل عملهم ومعاشهم وجد دينهم، ورأى أثره على الناس أمنًا، ونشاطًا، وتعاونًا، وإخلاصًا، ومن علم دينهم وقف على حياتهم ومعاشهم


١ سورة النساء: ٦٤.
٢ سورة النور: ٥٢.
٣ سورة النور: ٥٤.

<<  <   >  >>