للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خامسًا: سرية عمرو بن أمية الضمري لقتل أبي سفيان

كان أبو سفيان بن حرب قد قال لنفر من قريش بمكة: أما أحد يغتال محمدًا فإنه يمشي في الأسواق فندرك ثأرنا؟!

فأتاه رجل من العرب فدخل عليه منزله بمكة وقال له: يا أبا سفيان إن أنت وفيتني خرجت إليه حتى أغتاله، فإني هاد بالطريق ومعي خنجر مثل خافية النسر.

قال أبو سفيان: أنت صاحبنا، وأعطاه بعيرًا، ونفقة، وقال له: اطو أمرك، فإني لا آمن أن يسمع هذا أحد فينميه إلى محمد.

قال الرجل العربي لا يعمله، فخرج ليلا على راحلته فسار خمسًا، ووصل المدينة في اليوم السادس، ثم أقبل يسأل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى المصلى، فعقل راحلته، ثم أقبل يؤم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجده في جماعة من أصحابه يحدث في مسجده، فلما دخل ورآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: "إن هذا الرجل يريد غدرًا، والله حائل بينه وبين ما يريده".

فوقف وقال: أيكم ابن عبد المطلب؟

فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا ابن عبد المطلب". فذهب ينحني على رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه يساره، فجبذه أسيد بن حضير وقال: تنح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجذبه بداخل إزاره، فإذا الخنجر يظهر فقال: يا رسول الله هذا غادر.

فأسقط في يد الأعرابي وقال: دمي دمي يا محمد، وأخذه أسيد بن حضير يلببه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "اصدقني من أنت، وما أقدمك، فإن صدقتني نفعك الصدق، وإن كذبتني فقد اطلعت على ما هممت به".

قال العربي: فأنا آمن؟!

<<  <   >  >>